
*أمريكا تضحي بنفسها من أجل إسرائيل* محمد كوراني، نعم، الدعم المطلق من قبل ترامب لنتنياهو يؤدي إلى ضرر أمريكا في المنافسة العسكرية والتقنية والسياسية مع الصين، خاصة اذا ركزنا على الجوانب التطور التقني الخفي و ضرورة مفاجئة العدو في الحروب الكبرى.
هذا الدعم المطلق ليس أمرا طبيعيا، من المؤكد أن تكون جزيرة أبستين أو جزر أخرى خلف هذا الدعم المطلق، و قيل ان ترامب يخشى من اغتيال ادوات صهيونية له لكن أبعد من العلل والاسباب ، نتائج هذا الدعم المطلق أيضا تضر أمريكا كثيرا و اتعجب من النخب في الولايات المتحدة أن ليس لديهم رؤية حول هذا الموضوع.
الصراع بين الولايات المتحدة والصين بات يشمل ليس فقط التوازن العسكري، بل التسلّح المتقدّم، السيادة التقنية، جمع المعلومات الاستخباراتية، وسباقات الذكاء الاصطناعي، المثلث الصناعي‐العسكري، و قدرات التجسس والرقابة.
عنصر المفاجأة أيضا مهم جدًا في الصراعات العسكرية لأن من يمتلك قدرة شنّ ضربات مفاجئة تُغيّر مسار المعركة، غالبًا يملك اليد العليا، تحديدًا في مجال الطائرات الشبحية، الصواريخ عالية الدقة، تصنيع الرادارات، الأقمار الصناعية، شبكات الاستطلاع، وأنظمة القيادة والسيطرة.
ماذا يعني "الدعم المطلق لترامب لنتنياهو"؟
الولايات المتحدة برئاسة ترامب تعطي إسرائيل دعمًا عسكريًا وتقنيًا وسياسيًا واسعًا، ربما دون شروط صارمة أو مراقبة كبيرة. هذا يشمل تسليح متقدّم، مشاركة معلومات استخباراتية، تجهيزات متطورة، تمويل للقواعد أو العمليات التي قد تكون سرّية أو حسّاسة. إسرائيل تستفيد من تلك القدرات ضد اعداء اقليميين ليس لهم تأثير عالمي او لا يشكلون أوزانا عالمية وربما تُستخدم كوحدة عمل تمكّن واشنطن من استعراض نفوذها، ولكن أيضًا قد تخلق مخاطر. هناك بعض الأخبار والتقارير التي تدعم بعض جوانب الفرضية، أو تثير قلقًا:
التسريبات الاستخباراتية
تقرير حديث يتحدّث عن أنّ إسرائيل قد تطلب دعمًا استخباراتيًا، استطلاعًا، وإعادة تزويد جوّي (air refuelling) من الولايات المتحدة لضربات واسعة النطاق على إيران. مثل هذه العمليات تتطلب نقل معلومات دقيقة، إذ تُستخدم منصات أمريكية متطوّرة، أجهزة رصد وتجسس وخرائط تهديد، مما يفتح باب التسريب أو استخلاص التقنية.
تطوير الدفاعات والرادارات لدى إيران أو دول منافسة : بحسب التقرير نفسه، إيران تعمل على ترقية أنظمة رادارات (بافار-373، رادارات AESA، أنظمة S-300، أنظمة Over-the-Horizon) تطرح تحديًا لقدرات الطائرات الشبحية مثل F-35.
هذا يعني أن إسرائيل تستخدم موارد وفرص تجريبية أمام عدوّ قد يستفيد من تحليل ما تقوم به إسرائيل، ما قد يقلّل من عنصر المفاجأة مستقبلاً.
السياسات الأمريكية تجاه الصين
الصين انتقدت موقف الولايات المتحدة تجاه النزاعات في الشرق الأوسط، وتحديدًا دعمها لإسرائيل في بعض الهجمات. هذا يعزّز مناحي التوتر بين الصين والولايات المتحدة على الصعيد الدولي، ويُنظر إليه من الصين كجزء من شراكة تقليدية بين واشنطن وتل أبيب تُستخدم للضغط في الشرق الأوسط.
الصين تسعى لتعميق دورها في الشرق الأوسط، وعندها مصالح استراتيجية واقتصادية، مما يجعل أي دعم أمريكي شديد لإسرائيل يُنظر إليه كعامل موازن يجب مواجهته.
المنافسة الأمريكية-الصينية
العامل المتضرّر كيف يتضرر بالضبط أمثلة تبين أمر التسريب و فقدان السرّية، تقنيةالدعم المطلق يعني مشاركة معلومات متقدمة في أنظمة القيادة والسيطرة، أساليب الاستطلاع، قدرات التسلّح، والاختراقات الأمنية. إذا تُسرّبت هذه المعلومات—عن قصد أو خطأ—إلى أطراف ثالثة تتعاون مع الصين أو حتى الصين نفسها، فإنها تقلّل من الميزة الأمريكية.مثال: إسرائيل تطلب دعم استخباراتي من أمريكا للضربات على إيران، مما يعني مشاركة بيانات الأقمار الصناعية، محطات الرصد، الأهداف، التوقّع الدفاعي، إلخ. التجريب العملياتي الذي يكشف العداوّة أو القدرات الفنية للأعداءعندما تُستخدم الأسلحة الأمريكية المتطورة في سيناريو حقيقي، يُمكن للدول المنافسة مراقبة كيف تمّت العملية، ما هي نقاط الضعف، كيف تم تجاوز الدفاعات، أي تقنيات التشويش المستخدمة، إلخ. هذه المعلومات تُستخدم لتحسين الدفاعات المضادة أو تطوير مضادات الشبحية والمضادات الإلكترونية.تقرير عن تطور الدفاعات الإيرانية بعد مواجهات إسرائيلية، بما في ذلك تعزيز الرادارات وتطوير أنظمة الكشف والتصدي للطائرات الشبحية. تحفيز الصين لتسريع برامجها الدفاعية والتقنية كلما رأى الصينيون أن إسرائيل تُستخدم كمنصة اختبار للقدرات الأمريكية، أو أن أمريكا تُتيح لإسرائيل حرّية استخدام هذه القدرات، سيُحفّز ذلك الصين أو الدول المرتبطة بها لتسريع تطوير دفاعاتها، تطوير رادارات ذات تكنولوجيا مضادة للشبح، تعزيز القدرات السيبرانية، استخلاص خبرات من التقارير المفتوحة.الصين تعمل باستمرار على تحسين راداراتها، على تقنيات تسلّح مضادة، وقد لاحظت مدى اعتماد الولايات المتحدة على التحالفات العسكرية ودعم الحلفاء كمفتاح للسيطرة الإقليمية.التوتر الدبلوماسي والاستقطاب الدولي دعم مطلق وغير مشروط يمكن أن يؤدي إلى عودة ردود فعل من الدول الكبرى المنافسة أو من عامة الدول ذات الضغط على الولايات المتحدة، أو خلق محاور مضادة. الصين تستفيد من هذه التوترات لبناء علاقات بديلة مع الشرق الأوسط أو مع دول تخشى الأُحادية الأمريكية.تقرير «How China Soured on Israel» يُظهر كيف أن العلاقات بين الصين وإسرائيل تدهورت بعد مواقف إسرائيل في النزاع الإسرائيلي-حماس وبسبب الانتقادات الدولية.
بعض المخاطر العملية الأخرى
فقدان السيطرة على تصدير التكنولوجيا: إذا مُنحت إسرائيل أسلحة متطورة جدًا أو برمجيات سرّية، قد يتم تعديلها، تعبئتها أو حتى بيعها إلى أطراف ثالثة—سواء عن قصد أو عبر التسريب.
إضعاف العلاقات مع الدول التي ترى أن الدعم الأمريكي «غير عادل» أو ضيق الأفق: الدول الأوروبية، دول الشرق الأوسط الأخرى، خاصة التي تحاول الموازنة بين الصين والولايات المتحدة، قد تبتعد سياسيًّا أو تطور تعاونًا تقنيًّا مع الصين عندما يشعرون أن أمريكا تُفضّل إسرائيل بلا حدود.
الكلفة المالية والموارد: الدعم المتواصل يعني إنفاقًا عسكريًا كبيرًا من الخزانة الأمريكية، تساعد إسرائيل في تحسين قدراتها، مما قد يعني إعادة توجيه الموارد بعيدًا عن المنافسة المباشرة مع الصين (في بحر الصين، الفضاء، الذكاء الاصطناعي، الكوانتم، الخ).
مَنْ يرَى أن الدعم لا يضرّ: الحجج المضادة
من المهم أن ننظر أيضًا إلى مَنْ يرى أن الدعم المُطلق قد لا يكون ضارًّا، أو أن الأضرار محتشمة: التحالف الجيوسياسي المُهم: إسرائيل تُعتبر حليفًا استراتيجيًا في الشرق الأوسط، قاعدة تجسس، موقف استطلاعي، نموذج عسكري، ذراع أمامية في بعض النزاعات، مما يُقوي النفوذ الأمريكي. تجربة عملياتية تُفيد التطوير الأمريكي: من خلال وجود إسرائيل تستخدم قدراتها، تستطيع الولايات المتحدة مراقبة الأداء، جمع بيانات واقعية لتحسين التصميم والتكتيك، مما يمكن أن يُحسّن الطائرات و الأسلحة الأمريكية نفسها.
الفوارق التقنية الكبرى: حتى مع وجود تسريب أو كشف جزئي، التكنولوجيا الأمريكية (التحكم، البرمجيات، التصنيع، دعم البحوث والتطوير) ما زالت متقدمة جدًا، مما يعني أن الصين والدول المنافسة تواجه عوائق كبيرة للاقتراب منها، خصوصًا في التصنيع الدقيق، الأنظمة المعقدة، وأمن السلسلة اللوجستية.
ما هي الفضيحة التي تلاحق ترامب
الدعم المطلق لترامب لنتنياهو يحمل مخاطر حقيقية للمنافسة بين الولايات المتحدة والصين، خاصة من حيث فقدان عنصر المفاجأة، و التسريب التقني، و تسريع قدرات الخصم في مضادات الشبح والدفاعات الجوية.
أي مزيد من الحرية الإسرائيلية في استخدام الأسلحة الأمريكية المتقدّمة دون شروط صارمة، يُعدّ مخاطرة تزداد كلما ازداد النزاع أو واجهت إسرائيل خصومًا متطورين مثل إيران.
لكن الأمر ليس محسومًا أن الضرر سيكون كارثيًا؛ هناك هامش يمكن فيه أن يكون للدعم فوائد استراتيجية للطرف الأمريكي لو تمّ توازنه بالرقابة والشروط، وليس بتسليم مطلق.
https://mohammadabbaskawrani.com
#حضارة_إسلامية_مستقبلية_مشرقة
https://t.me/M_Civilization #Merciful_Dignified_Civilization
#حضارة_الرحمة