مقالات

مشروع عالمي ينطلق من جبل عامل

*مشروع عالمي ينطلق من جبل عامل*

حين تُجبر البشرية على الاعتراف بفشلها، تحين الفرصة للرب لبسط خطته الرحمانية في الأرض، الخطة التي وعد بها كل نبي و مرسل و ولي" منذ قرون والبشرية تبحث عن خلاصها عبر الفلسفات، والأيديولوجيات، والنظريات السياسية المتعاقبة. من الشيوعية إلى الرأسمالية، من الديمقراطية إلى الديكتاتورية، من الحداثة إلى ما بعد الحداثة… لكن الحصيلة اليوم واضحة كالشمس: رغم عدم اندلاع الحرب العالمية الثالثة حتى الساعة ، الا أن عالمنا غارق في الظلم، منهك بالحروب، ممزق بالأنانية ومفجوع بالراسمالي المتوحش، وهيمنة العائلات الثرية وعاجز عن تحقيق العدالة الشاملة.

 

*نحن في جبل عامل ، شيّعنا بلاد فارس و نقلنا اليهم الاسلام الحقيقي و نشرنا فقه اهل البيت في ارجاء المعمورة و جعلنا دين الرسمي في بلاد الصفوية، التشيع الباب العالي، نحن لم نحارب الصهيونية كرما لعيون من باع ارضه و عرضه و دينه من السياسيين العرب، نحن لدينا مشروع عالمي و ها هي البداية، قلت سابقا مدة ٤٠ عام و نكسة واحدة ليست دليلا على نهاية المشروع، لان انتصارات اربع نجرها على ظهرنا بتواضع، و لدينا وقود بشرية اكثر من اي قوة نووية، لأن نحن ندافع عن كل البشرية في معركة وجودية، نحن ندافع عن الحضارة البشرية امام خطر داهم يزيل العقل البشري كأنها فايروس خطيرة، نحن روبة العالم الى النهر المصفى، نحن محفز الخلق الى عبودية الله، نحن مظهر اسم المُظهر، نحن الشهداء الى الله يوم الشهود، قد قامت القيامة بنا و قد لا تقعد، كقطع الخرز، او كما تسمونها الدومينو ،،، نحن شعلة لا تنطفئ، نحن البداية و النهاية بيد الله ، بدأت المسيرة بنا عندما دربنا الحرس الثوري و سوف تنقل القيادة الى صنعاء و من صنعاء ستشتعل ثورة الوعي في كل اوروبا و في افريقيا ستكون لنا جيوش من حديد، نحن كربلاء جديدة لألف عام من الانتصارات*

 

اما في العالم السفلي، عالم الغؤائز و الشهوة و الطمع والجشع و القتل والظلم والتعدي والاستعمار، لقد انتهى زمن الشعارات، وسقطت كل الأوهام الفكرية، ولم يبقَ أمام الإنسان إلا أن يواجه الحقيقة العارية: فشله الكامل في صناعة عالم عادل ومشرق.

 

1. تهديدات داهمة على الوجود والعقل والهوية

 

 

اليوم يقف الإنسان أمام أخطر لحظة في تاريخه:

تهديد وجودي: أسلحة نووية تكفي لإبادة الكوكب عشرات المرات.

تهديد عقلي: الإدمان الاكتروني و الذكاء الاصطناعي يزحف ليبتلع العقل البشري، محوّلًا الإنسان إلى تابع عاجز.

تهديد هوياتي: التلاعب بالجينات، والثقافات الاستهلاكية، والموجات الفكرية العدمية، كلها تسحق الهوية الإنسانية وتفرغها من معناها.

 

لم يعد العقل قادرًا على مواجهة هذا السيل الجارف. ولم تعد الفلسفة قادرة على تقديم جواب. فاليوم لا صوت للفكر ولا صدى للفلسفة أمام قرع طبول الحرب.

 

2. الحرب الكبرى: الباب المجبَر إلى الحقيقة

 

 

ما ينتظر البشرية ليس حوارًا فكريًا ولا تسوية سياسية، بل عاصفة كونية تجبرها على الركوع للحق:

 

ثلث البشرية سيفنى بالحروب النووية وغير النووية. وثلث آخر سيموت بالأسلحة البيولوجية، والأوبئة، والأمراض التي خرجت من مختبرات الطغاة.

 

والثلث الباقي سيبقى شاهدًا، ليعترف بفشله، وليكون بداية لعصر جديد.

 

إنها ليست أسطورة ولا خيالًا، بل منطق حتمي لعالمٍ اختار أن يجعل من القوة إلهًا، ومن المال قبلة، ومن الطغيان طريقًا. والنتيجة الطبيعية: دمار شامل لا يُبقي ولا يذر.

 

3. النهاية بداية: التدخل الإلهي

 

 

عند هذه اللحظة السوداء، حين ينطفئ كل ضوء من صنع الإنسان، وحين ينكسر كبرياء العقل الذي توهّم أنه قادر على بناء الجنة على الأرض، لن يبقى أمام البشرية إلا أن ترفع يديها إلى السماء.

الله بنفسه سيتدخل لإنقاذ العالم.

لكن هذا التدخل لن يأتي إلا بعد أن تُجبر البشرية على الاعتراف بحدودها، بخطاياها، وبفشلها الذريع. لن تُشرق الحضارة القادمة إلا من تحت ركام المدن المحترقة، ولن يولد الإنسان الجديد إلا من رحم المأساة الكبرى.

 

لقد انتهى زمن الأحلام الوردية والنظريات المستوردة. نحن اليوم على أعتاب الطوفان، حيث لا صوت يعلو فوق طبول الحرب، ولا ملجأ للعقل من جنون القوة. لكن من قلب هذه العاصفة، ستولد الحقيقة، وسيُعاد بناء عالم جديد لا بيد الفلاسفة ولا بيد الساسة، بل بيد الله وحده، الذي سيعيد للبشرية كرامتها، بعد أن تعترف بعجزها وفشلها. كلما حصل هذا الاعتراف الجماعي التدخل الغيبي الالهي ينقذنا أسرع، ما علينا أن نكون مع الحق و في الحق و متواضعا أمام الحق. و نحن في جبل عامل مع الحق.

محمد كوراني، موقع العلوم الانسانية الاسلامية