المقالة الأسبوعية

مراثي الأيام العشرة

 

هناكَ غزالاتُ الرّوحِ

تسوحُ

ويُغنّي الطّيرُ على الأغصانِ

هناكَ في العَوْمِ

على وجهِ الماءِ إلى الخُلْجَانِ

وهضابِ الجزرِ الخضراءِ

يا هذا الماءُ

اشهدْ ما تراهُ من لعبٍ

بين المدِّ وبين الجزرِ

في أحوالِ البحرِ

وأحمالِ البرِّ

خلاصُ العالمِ يكتبهُ الثَّقَلانِ

و مرجُ البحرينِ يلتقيانِ

 

​٩

 

تُطْرَحُ أسئلةُ الدَّمِ

وتُصغي الأنفسُ والآفاقُ

لسانُ الغيبِ يُجيبُ

وينتبهُّ العشاقُ

يقولُ الإشراقُ:

في آخرِ هذا الصّيفِ

ينتصرُ الدَّمُ على السّيفِ

 

​١٠

 

في آخرِ هذا الفصلِ يَحْتَبِسُ المطرُ

الشّجرُ الظّمآنُ ينظرُ إلى مجرى النّهرِ

كسرابٍ في الصّحراءِ

من يُنْشِدُ في الأرضِ السّفلى الماءَ

يكشفُ أسرارَ الآبارِ

واقفةً تموتُ الأشجارُ

لكنْ من يعطيني يديهِ لأصعدَ

كما يوسفَ من جوفِ البئرِ

عبرَ السَّيَّارَةِ في السَّحَرِ

أمضيتُ اللّيلَ وقمري يُنادي أن يأتيني من يخرجني من حرجِ النّسيانِ

إلى أحضانِ الغابةِ

حيثُ يألفُني الطّقسُ

وتُظلِّلُني أجنحةُ طيورٍ

تُصَفِّقُ وتُصْفِرُ

حينَ تعبرُ

مثلما عبرَ السّيَّارةُ

ولكنْ

ترمي أجنحتَها الخَفْقى

على جسدي المنهكِ من طولِ الأسفارِ

وكيفَ أَطِيرُ

مصيرُ العالمِ مثلَ مصيري

تنبتُ له أجنحةٌ

وصراخٌ يتبعهُ حيثُ يمضي

ومسارٌ يسلكهُ

ومصيرٌ يرسمهُ

يَلقاهُ

من كانَ وحيداً في غابةِ هذا الكونِ

لا ينساهُ اللهُ...

 

من ديوان: «العشرة الأخيرة من أيلول» (مخطوط)