حيث تكون مقاومة مسلحة للاحتلال و الغزو الاجنبي
تكون هناك مقاومة ثقافية مصاحبة بل حاضنة و دافعة للانخراط في المقاومة المسلحة و مدافعة عنها و رافعة لنشر خطها و أفكارها
وخط جبهة المقاومة الثقافية، أطول بكثير من خط المواجهة المسلحة.لكنه أقل بكثير من حرارته و صخبه,
انها تقاتل على جبهة الحرب الباردة ,الشاملة التي قد تستهدف كل مناحي الحياة وحتى التاريخ و الجغرافيا, كما تستهدف العقل الانساني محاولة تبديل ثوابت و مفاهيم و وقيم وأفكار.
تقاتل ضد ثقافة الهزيمة والهيمنة وضد انتهاك حقوق الإنسان، تقاتل من اجل الحرية والعدالة و الهوية وكرامة الإنسان والأوطان. و أسلحتها ليست صواريخ و رصاص و قنابل بل كلمات و أفكار و صور و فنون و سلوك.
وفي بلادنا لا بد من وجود مقاومة مسلحة في ظل الاحتلال و السيطرة الأجنبية المباشرة. و لكن هذا الاحتلال و تلك السيطرة مصحوبان بمحاولات ترسيخ ثقافة الاحتلال و ثقافة التبعية للاجنبي المسيطر. و لابد اذا من وجود المقاومة الثقافية لمقاومة تلك الثقافات و تثبيت الثقافة الاصيلة للامة في هذه المنطقة.
و الامة تتعرض لغزو ثقافي مركز منذ زمن طويل. سبق الغزو العسكري ومهّد له، ثم رافقه، و يحاول تطبيع الاحتلال و الهيمنة. و اليوم يشن اعتى هجماته من خلال محاولات نشر ثقافة الشذوذ و تقنينها ما يضع الامة في دائرة خطر حقيقي بستوجب خوض معركة ضرورية لمواجهته يسلاح الثقافة الاصيلة و قيم الانسان الطبيعي الشريف.
و كما ان الثقافة لا يمكن ان تبقى على الحياد في معركة التحرر من الاحتلال و الهيمنة فانها لا يمكن ان تبقى على الحياد في معركة مواجهة افساد مجتمع الامة و تدمير اسرها و تسليمها الى الشيطان.
لم ينجح كيان الاحتلال في تثبيت احتلاله و تطبيعه و لم ينجح في انتاج مجتمع متجانس ذي هوية و ثقافة موحدتين. و ذلك بفعل استمرار المقاومة المسلحة له و المقاومة الثقافية لمشروعه و مشروعيته.
في ظل هذه التطورات لا بد من تطوير وتفعيل المقاومة الثقافية لاستيعاب و وعي مستوى التحديات التي تواجهها الامة و السعي لوضع رؤية متطورة للمواجهة متجانسة مع فعل المقاومة لايقاع الهزيمة في مشروع الغزو الكبير الاحتلالي و الثقافي.
الحرب الناعمة يشنها الاعداء علينا دون سلاح و هي تجري بواسطة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والدعايات والكتب وسواها، ولا بد أن تواجه المقاومة الثقافية بالاساليب نفسها. و قادة هذه المواجهة و كوادرها و جنودها هم النخب و المثقفون في الامة و قد وصلت طلائع الغزو الى بيوتنا فمن الضروري ان ينهض الجميع لخوض معركة الحرية و الشرف و الاخلاق و الهوية الاصيلة..
لنعمل على تصعيد المقاومة الثقافية...
محمد حسين