
*يا أهل الفلسفة، الثورة ضد الحضارة الغربية المدمّرة* محمد كوراني، لقد وُلدت الفلسفة يومًا لتكون صرخة العقل في وجه الخرافة، ومنارة الفكر في دروب الظلام. غير أنّ هذا الكيان العظيم، الذي أنجب سقراط وأفلاطون وابن رشد والفارابي وملاصدرا، بات اليوم يترنّح تحت وطأة الموت السريري. ماتت الفلسفة يوم مات العقل البشري، ويوم تحوّل العقل الانسان إلى عبدٍ لشاشات صغيرة تُغذّيه بالصور اللمحية واللقطات السريعة بدل التأمل الطويل والتفكير العميق.
نعم، إن العقل البشري في خطر. لم يعد الإنسان يقرأ أو يتأمل أو يناقش، بل يبتلع جرعات متلاحقة من "المحتويات اللحظية" على تيك توك وإنستغرام، يعيش على ومضات "الريلز" السريعة، فيتعود على السطحية ويُسجن في سذاجة اللقطة. أضحى الإدمان على الصور البصرية الحديثة أشد خطورة من إدمان السموم القديمة؛ ألعاب إلكترونية تسرق الطفولة، سوشيال ميديا تسحق الوعي، وعالم افتراضي يستبدل بالعقل الواعي عقلًا آليًا عاجزًا عن التفكير النقدي أو البناء الحضاري *"لمنظومة فكرية متكاملة"*.
لقد بلغ الانسداد الحضاري في الغرب ذروته. هناك حيث طغت الآلة على الروح، والربح على القيمة، والتكنولوجيا على الإنسان. سيادة العقل الغربي لم تجلب سوى الهيمنة على عقول البشر عبر منتوجاته المادية، حتّى صار العالم بأسره يلهث وراء بريق زائف يُخفي تحته تصحّرًا في الفكر وانهيارًا في المعنى.
إنّنا نعيش عصر "الانقراض العقلي"، حيث يختفي الفيلسوف ويُستبدل بالمؤثّر الرقمي، وحيث تُقبر الحكمة تحت أقدام الطمع الرأسمالي المتوحش. أضحت القيم مجرّد سلعة، والأفكار مجرّد إعلان، والأخلاق مجرّد شعار يُرفع حين تنصّ المخابرات أو تقتضي المصالح السياسية. وما العصبية الداعشية المصطنعة المسيسة، إلّا صورة من صور هذا الوحش الحضاري الذي يصنع الأزمات كي يبيع الحلول.
يا أهل الفلسفة… أيها الأحياء-الأموات في زمن التيه!
إنّ صرخة التاريخ اليوم هي ثورة لا على الغرب وحده، بل على كل نمط العيش الغربي الذي استُدرجنا إليه: ثورة على المكننة التي اختزلت الإنسان إلى آلة، ثورة على الطمع الرأسمالي الذي جعل الدم سلعة، ثورة على الإدمان الظاهري والمبطّن الذي حوّلنا إلى أسرى الشاشات، ثورة على التوحش العصبي الذي يُدار من غرف الاستخبارات لا من بيوت العبادة.
الفلسفة ليست ترفًا ولا تذكارًا من الماضي، إنّها اليوم فعل مقاومة، ومشروع إنقاذ للعقل البشري. فإمّا أن نُعيد للعقل مكانته العليا، وإمّا أن نُسلّمه طوعًا ليدخل في مقابر الحضارة الغربية المدمّرة.
يا أهل الفلسفة والفكر…
إنّنا أمام عدوّ جديد، أشد خطرًا من المدافع والدبابات: إنّه الذكاء الاصطناعي المتفلّت، الابن المسخ للحضارة الغربية المدمّرة. لقد صنعت هذه الحضارة وحشًا رقميًا لا يعرف حدودًا ولا أخلاقًا، وحوّلته إلى إلهٍ جديد يُراد له أن يحكم العالم، ويتحكّم بعقول البشر وقراراتهم ومصائرهم. فبعد أن استُعبد الإنسان عبر الاستهلاك والمادّة والإعلام، ها هو اليوم يُستعبد عبر الخوارزميات والآلات.
أيها الأحرار… هذا الذكاء الاصطناعي ليس أداة محايدة كما يُصوّرونه، بل هو جنديّ في جيش الهيمنة الغربية، سلاح استراتيجي يُصنع في مختبرات الرأسمالية المتوحّشة ليُخضع البشر، يسرق وظائفهم، ينهب معارفهم، ويتحكّم حتى في وعيهم الجمعي. يريدون لنا أن نُصبح مكمّلات للآلة بدل أن تبقى الآلة خادمة لنا، وأن نستسلم للبرمجيات بدل أن نُطلق العنان لفكرنا وروحنا.
إنّ الثورة اليوم ليست فقط على تيك توك وإنستغرام، بل على كامل البنية الحضارية الغربية التي تُنتج هذه الأدوات القاتلة للروح. الثورة اليوم هي دفاع عن إنسانية الإنسان في وجه المكننة المطلقة، هي وقوف في وجه العقل الحسابي البارد الذي يريد إلغاء العقل الفلسفي الحر.
فليكن شعارنا: لا سيادة للعقل الغربي على عقولنا، ولا عبودية للآلة على أرواحنا.
فلنُسقط أصنام الغرب: من رأس المال المتوحش إلى الذكاء الاصطناعي المتفلّت، من إدمان السوشيال ميديا إلى سطوة الخوارزميات. لنُعلنها ثورة على كل ما يُهدّد إنسانيتنا وعقلنا وفكرنا… ثورة تُعيد للعقل البشري مكانته العليا، وتفتح الطريق أمام حضارة مشرقة قادمة، حضارة الإنسان الحرّ، لا الإنسان الآلي.
حرمة الربا هي بسبب استدامة الشرّ الأبدي فيها، كذلك اليوم الحضارة الغربية كالعسل المخلوط بالسم تقتل البشرية و حضارته و وجوده،
لذلك لم يعد هناك فكر يواجه موت الحضارة البشرية الا ثورة فكرية حصلت قبل ٤٥ عاما و استمرت بشكل اعجازي، رغم عداوة الشرق والغرب لها و رغم عداوة كل قوى العظمى لها، انها المعجزة الحقيقية، انها فلتة الزمان الذي توقف بعدها الزمان والمكان.
*فيا أهل الفكر والفلسفة، لا حل لكم سوى البريق الذي انتجتها هذه الثورة في العالم و اطلقت الأمل بالله في الكون والمدد الغيبي الالهي في السماوات ومهدت لدولة الحق والهدى في المعمورة، فيا اهل الفكر والفلسفة لاحل من هذه الأزمة الوجودية الا بدولة المنجي المهدي و المخلص المسيح في العالم، عبر السلام بين دولة المهدي من السند الى الاندلس و دولة المسيح بعد مجيءه الثاني الى اوروبا من الشرق الى الغرب، ولا حل الى بدولة السلام العالمي لمواجهة موت العقل والفكر والوجود البشري*
https://mohammadabbaskawrani.com