
ساعة الصفر الكوني، محمد كوراني، تاريخ لبنان، يثبت أن كل من طار وقع. و كل طلعة يليها نزلة، اذا لم نقل سقطة. يجرى تقييم الوضع اليوم على هذا الاساس.
لكن هذا التقييم ينقصه، معلومة. هي ان الزمن غير كل الأزمنة، العالم يسير تجاه النظام العالمي الواحد الموحد، التكنولوجيا جعل العالم قرية صغيرة لم تقبل التعددية والتنوع الاصيل، ابتداءا من الدولة المهيمنة حتى النظام السيبراني الواحد، و(العشرين ثلاثين) هو الحد النهائي للتصفيات العالمية ولعل ساعة الصفر فيها.
هذا فتح شهية بعض التيارات الكلونيالية المدعومة بالاقتصاد الخفي لنيل حصة ما في العالم، من نيلها الى فراتها .
و في نفس الوقت، فرض الاستسلامات الشاملة على الاكثر من "ميليار مسلم" دون أن يكون لهم حصة ثقافية و اقتصادية في العالم، هذه الاستسلامات الشاملة انتج ردة فعل عند طائفة منهم لديها بعض النخوة والعقيدة الصلبة و تؤمن بثقافة التضحية في سبيل الحرية حتى آخر شخص،
الثقافة الغربية الفردية منها عندهم تعني استسلام مطلق أمام الهيمنة الكلونيالية الحديثة، فاذا سافر إبنهم الى الغرب لغير التعلم، يعتبرونه أصبح ضحية العدو و قتيل ثقافتهم.
هؤلاء لا يعتبرون أن الحرب في العالم حُسم لصالح جهة أو حان وقت الاستسلام المبطن و تسليم عناصر القوة لديهم، التضحية قد تكون في الاقتصاديات والتجارات و حتى بعض الكيانات منهم، لكن الاستسلام لا معنى لها عندهم ابدا و بتاتا. والاقتصاد عندهم اذا فاق ما يسد الرمق، يكون كماليات وتبذير واصراف.
هم لا يعتبرون ان معركتهم انتهت بل يعتبرون الحرب قد بدأ و كل ما جرى حتى اليوم كان تحمية وتسلية قبل ساعة الصفر. و كل ما جرى عليهم من قصف وحصار سيجري على كل العالم، لكن تجاربهم المريرة ستكون حصانة لهم ساعة الصفر الكوني.
هم لا يعتقدون بأن المنتصر في هذا المعركة يجب أن يكون من القوى العظمى، بل الفائز قد يكون قوة اقليمية لديها استقلالية أمنية وغذائية وعلاجية و قليل من القوة النووية والصاروخية الرادعة و الكثير من الرجولية والعنفوان.
هؤلاء يحضرون أنفسهم لساعة الصفر حيث ينشغل القوى العظمى ببعضهم البعض، حتى يقوموا بحركتهم على صغحة الشطرنج العالمية.
من المفترض، ان يستسلم "المليار مسلم" للقوة السرطانية في المنطقة، حتى لا تكون لهم في ساعة الصفر، أي حركة أو تكون حركاتهم عبثية داعشية ضد بعضهم البعض، ليحدد القوى العظمى المنتصر فيما بينهم و يحتفل المنتصر بالساكي او بايجيو او الشاي او الكولا او البيرة او الفودكا او النبيذ. ثم يحددوا مصير الشرق الاوسط الموجعة للراس والغنية بالبترول الرخيص بفضاوة واريحية في اورشليم.
نعم، هؤلاء يؤمنون بأن الحرب قد بدأ في العالم. والمنتصر هو وحده من يحافظ على كيانه ولو كالجمرة تحت الرماد. هذه هي البداية ، لا تعني عندهم الاستسلام أمام الموجة الأولى اي معنى، قد يختبئون عند بروز تسونامي مصطنع بحكم الحنكة و العقل، لكن كل تخطيطهم هو لساعة الصفر، عندما تموج الامواج العاتية على بعضها البعض، هنا يحسم الفائز، هنا يحسم المنتصر، هنا يحسم المؤمن بالحي الباقي.
هؤلاء لديهم خريطة شاملة لبناء حضارة مشرقة ومثالية، الانسان فيها عاقل حر وليس حيوان جشع او مفترس متوحش و ليس انسان مكينة او روبوت. يعتبرون تضحياتهم ستكون في سبيل الانسانية بل هدية للكرة الأرضية ممن يريد تدميرها ابتداء من طبقة الاوزون حتى القيم الانسانية والهوية الروحية له.
لا تستعجلوا بتقييمكم لهؤلاء بل عليكم أن تحددوا من أنتم قبلها ؟ هل أنتم ضحايا الثقافة الغربية و قتلاها؟ او لايزال هناك نخوة و عنفوان فيكم.
https://mohammadabbaskawrani.com
https://t.me/M_Civilization