المقالة الأسبوعية

تاريخ : 2024-12-24 13:21 حوار مع صابر ، من سردية الحرب الكبرى

في حوار مع صابر وقد تصاعدت في احداث الحرب اثار الجراح واشتدت وطأة آلامها قلت :

 

لا يمكن نسيان احداث الحرب وتجاوز آثارها التي تظل عالقة في الجسد والحواس والذاكرة الإنسانية وتظهر في الالم الممتد لا يتوقف مع حركة الوقت وفي لحظات منذورة يشتد ويقوى تماماً كما هي الحمى تختار الليل ميقاتاً لها تعلق بالجسد ولا تفارقه حتى تتركه مرهقاً لا يقوى على النوم والرقاد

قال صابر : وكيف تكون مظاهر الالم في اثار الحرب التي نشهد أقساها الحرب الكبرى التي تفوق كل حرب 

قلت اسمع يا صابر :

الاحساس بالألم في الحرب على مراتب في مقدمتها الام الجرحى يقول ادونيس :

كيف يمكن السفر بين الجرح والجسد كيف تمكن الاقامة 

 الام الجرحى لا تنتهي مع الشفاء وتظل عالقة شاهدة وتقدم نفسها في صورة ناطقة عن ديمومة صعبة الاحتمال ولا تنال من الجسد الجريح لوحده بل تتعداه إلى محيطه من الاسرة القريبة المجتمعة حول الاسرة إلى لجان العناية الطبية إلى مراكز التاهيل والتدريب ومراكز العمل المستطاع تحت اثر الجراح إلى تلك القوة الخفية التي تسمح بعودة الحياة مرة ثانية والتكيف مع كل مظاهرها

 تعيش الجراح مرة اخرى تعبر البرزخ بين الموت والحياة لكن ليس كما كانت من قبل حياة لايمكن وصفها إلا بعيشها لا يعرف طعم الجراح الا الجرحى ولا يعرف حرقة الألم إلا من عانى من اثار الجراح

قال صابر :في دقيقة واحدة سقط الاف الجرحى في كل مكان وحاضرة لدقيقة واحدة في ما يشبه القتل الجماعي في الحرب النووية ان واقعة تفجير البيجر لم تشهدها الحروب من قبل وما كان لعقل ان يقدر احتمال حدوثها وكانت سهام العدو إلى الحرب الكبرى في مذبحة مشهودة و جرائم ضد البشرية لا يمكن للذاكرة الانسانة ان تنساها

قلت ياصابر : سوف تظل جرحاً عميقاً في جسد آدم إلى يوم القيامة 

طراد حمادة 

من سردية الحرب الكبرى. رواية مخطوطة