العذراء الغزاوية
غزاوية انت سالت ماريا جارتها ليلى في مدينة نيس على الجانب الغربي من البحر الابيض المتوسط
وقد لفتها شكل كوفيتها البيضاء والسوداء المتموجة بانوار العزة
سالت ؛ انت من غزة ؟
اجابت : واهلي هناك ينتظرون قدومي في عيد ميلاد يسوع
اصابتها الدهشة قالت ماريا وهل يوجد اتباع يسوع في غزة؟
اجابت وقد ظهر علي وجهها ما يكشف عن فخر صريح في الامر لان غزة هاشم مثل بقية بقاع فلسطين قالت :
ألا تدرين ان يسوع فلسطيني ولد في مزود في بيت لحم وامه السيدة العذراء من الناصرة وانه عاش في القدس وطاف في اكناف بيت المقدس حتى وصل إلى قانا في هضاب عاملة شمال الجليل
بان عليها الاستغراب والدهشة كيف كانت تعاند ما تعرفه حق المعرفة
ومضت دون سؤال وجواب
لكنها لم تقدر ان تحتمل ما سمعته من حديث الفتاة الغزاوية ذات الوجه القمري والشال المقدسي
مرت امام كاتدرائية مريم
دخلتها تاملت في أيقونة رسمت بانوار العشق
نظرت واحست ان الصورة تحدثها كما تتكلم نساء غزة وان العذراء تلف الشال القدسي كما تفعل ليلى
اخذتها الرعدة. قامت تؤدي صلاة الغفران ثم بكت وهي تقترب من السيدة العذراء لتسالها عن الاطفال في غزة وقد ولدوا في المزود كما ولد يسوع.
وكيف يكون الصلب المعاصر بالقتل العمد بأسلحة الدمار الشامل
احست ان الارض تدور وان جدران الكاتدرائية تتهاوي تحت القصف وتصيب ايقونة العذراء شظاياها
خرجت كما يخرج نور من عاصفة النار تبحث عن ليلى الغزاوية في شوراع نيس
لتشاركها الحال
في خانقاه الحرية
وتطرح على كتفيها الكوفية
طراد حمادة