الانسداد الحضاري في العلوم العصرية وضرورة تاصيل العلوم
الشيخ محمد مهدي كوراني
الغرب، إستفاد من علوم الشرق وثرواته لأستعمارنا وأستعمار عقولنا. الغرب الحداثة منذ الحرب العالمية الثانية، ارتكب ثماني اخطاء قاتلة، الاول بث انواع جديدة من الادمان ٢٤نوع، الثاني نشر انواع جديدة من التلوث٣٦ نوع، الثالث نشر أنواع جديدة من الأمراض في مختبراته، الرابع فتح مجال لأنواع كثيرة من الامراض النفسية الناتجة عن عصر التكنولوجيا و الخامس فتح ابواب جديدة لكائنات غير بشرية بين البشر مثل سيرن و... ، وأيضا سبّب الغرب الحداثة ثلاث عوامل مدمرة في العالم، أولها ناتج عن الفوضى في العالم الرقمي و الثاني الفوضى في عالم الجينات والثالث الفوضى في المصادم للجزيئات ومسرعاتها و يجب محاكمة غرب الحداثة لتأثير ذلك على تدمير البشرية. بعد ما كنا نناقش اثر الطعام الحلال والطعام الطيب على الانسان، أصبح علينا أن نهتم بعدد كثير من الأمور الخطيرة على البشرية. یعنی اذا کان الاسلام یهتم بالرزق الحلال والطعام الحلال فالامور الخطرة مثل مصادر الجديدة للادمان والتلوث والامراض النفسية و الحديثة أولى أن تكون محط اهتمامنا كبشر.
أثر الطعام على روح و سلوك الانسان
من البديهي أنّ الأطعمة الطيبة تترك أثرا طيبا من الحلال وامستحب، على الروح و الأخلاق و السلوك بخلاف الأطعمة الأخرى والتي تترك الأثر السيء عليها و من أعظم الضرر على الإنسان هو لقمة الحرام حيث تحرمه من العروج إلى عالم الملكوت و لذلك نهى الشريعة عن كل طعام محرم، أو فيه شبهة تحريم.
ورد في تراثنا «من أكل لقمة حرام لم يقبل له صلاة أربعين ليلة»( عدة الداعي: 33).و «إنّ الله حرم الجنة جسدًا غُذي بحرام»( كنز العمال 4: 14)، و أيضا «إذا وقعت اللقمة من حرام في جوف العبد لعنه كل ملك في السماوات والأرض»( بحار الأنوار 100: 12). و «العبادة مع أكل الحرام كالبناء على الرمل»( عدة الداعي: 141)، أو حتى في النشأة والتربية فإننا نعلم إن الإنسان يؤثر فيه خاصية الجينات وهذه الجينات هي عناصر، وكل عنصر لم يكن صحيحا يؤثر تأثيرا سلبيا. وهذه العناصر تتغذى من الطعام لذلك كان: «الكاد على عياله من الحلال كالمجاهد في سبيل الله»( من لا يحضره الفقيه 2: 168).
أثر الاطعمة الطيَبة الحلال :
لانقصد بالطيَبة ما كان طعمها طيبا بل ما كان حلالا من الطعام لا شبهة فيها وكان أثرها طيبا على الانسان بدنا وروحا، وإلا قد تكون بعض الاطعمة المحرمة ذات طعم طيب الا انها تترك على البدن والروح الأثر الخبيث، وقد ورد في النصوص الدينية بعض تلك الاطعمة منها:
«عَلَيكُم بِالزَّيتِ فإنّهُ يَكْشِفُ المُرَّةَ... وَيُحْسِّنُ الخُلُقَ»( وسائل الشيعة، ج17ص12)..
« عليكم بالعدس ، فانه مبارك مقدس ، يرق القلب، ويكثر الدمعة، وقد بارك فيه سبعون نبيا آخرهم عيسى بن مريم (عليه السلام) " بحار الانوار ج103 ص233). و " شكا نبي من الانبياء إلى الله (عزو جل) قساوة قلوب قومه، فأوحى الله (عز وجل) إليه، وهو في مصلاه: أن مُر قومك أن يأكلوا العدس، فانه يرق القلب ويدمع العين ويذهب الكبر [ياء] وهو طعام الابرار " (بحار الانوارج63 ص259)
" الخل ... ينير القلب ، ويشد اللثة ، ويقتل الدواب البطن" (بحار الانوار ج103 ص237)
«شَكى نَبِيٌّ مِنَ الأنبِياءِ إِلى اللهِ (عَز وَجَلَّ) الغَمَّ فَأَمَرَهُ اللهُ (عَزّ وَجَلَّ) بِأَكْلِ العِنَبِ».
«يا جَعْفِرُ كُلِ السَّفَرجَلَ فَإِنّهُ يُقَوي القَلْبَ وَيُشْجِعُ الجَبَانَ»( بحار الانوار ج63 ص170).
أثر الأطعمة الخبيثة:
و نقصد بالاطعمة الخبيثة ما كانت حراما أو تركت أثرا خبيثا في نفس الانسان أو في بدنه وإن كانت ذات طعم طيب، وقد تقدم إن العلماء أثبتوا تأثر سلوك لانسان بما تفرزه غدده من هورمونات والغدد تتأثر بما يردها من طعام ، وعلى هذا الأساس، فإنّ لحومَ، الحيوانات تحمل نفس الصّفات النفسيّة الموجودة في الحيوان، فالضّواري تفعل فِعْلَ عناصر التّوحش في الإنسان، والخنزير يذهب بالغيرة عند الإنسان، وهكذا فإنّ لحم أيّ حيوان، يخلف بصماته على روح آكله مباشرةً، وينقل إليه صفاته، وقد حذرت النصوص الدينية من بعض الاطعمة نذكر منها :
الأكل الحرام و هو من أشد الأطعمة خبثا في روح وسلوك الانسان :
«مَنْ أَكَلَ لُقْمَةَ حَرام لَنْ تُقْبَلَ لَهُ صلاةُ أَربَعِينَ لَيلَةً، وَلَمْ تُسْتَجَبْ لَهُ دَعوَةُ أَربَعِينَ صَباحاً، وَكُلُّ لَحْم يُنٌبِتُهُ الحَرامُ فَالنَّارُ أَولَى بِهِ، وَإنَّ اللُّقْمَةَ الواحِدَةَ تُنْبِتُ اللَّحْمَ»( بحار الانوار ج63 ص314).
ورد في التراث الديني : الاكل الحرام يسلب التوفيق و الفلاح كما روي عن الفضل بن الرّبيع أنّ «شريك بن عبدالله»، دخل يوماً على «المهدي»، الخليفة العبّاسي في وقتها فقال له المهدي العباسي: «أي شريك»، أعرض عليك ثلاثة اُمور، عليك أن تختار إحداها، فقال ما هي؟، فقال له: إمّا أن تقبل منصب القضاء، أو أن تعلّم إبني، أو تأكل معنا على مائدتنا، ففكّر شريك قليلاً، وقال إنّ الأخيرة أسهلها، فحجزه المهدي، وقال لطبّاخه، حضّر له أنواعاً من أطباق أمخاخ الحيوانات، المخلوطة بالسّكر و العسل. فعندما أكلَ شريك من ذلك الطعام اللّذيذ، «وطبعاً الحرام»، قال الطبّاخ للمهدي، إنّ هذا الشّيخ لن يُفلح أبداً بعد هذا الطّعام، فقال الرّبيع: وفعلاً قد صدقت نبوءة الطبّاخ.( الاخلاق في القرآن ج13 ص10)
أنواع الأدمان الحديثة :
في العصور القديمة كان هناك نوعين من الادمان، الادمان على الكحول والمخدرات الطبيعية و الادمان على القمار لكن في العصر الحاضر و بسبب التطور العلمي وتغيير نمط الحياة برز انواع جديدة من الادمان و بعضها يختص بالاطفال و يؤدي الى انتحارهم. و أنواع الأدمان الحديثة :
1) إدمان التكنولوجيا
2) إدمان الكحول (المشروب / الخمر)
3) إدمان القمار
4) المهلوسات : (LSD ، mesalin) phencyclidine و الخ)
5) المواد المتطايرة (أرق ، والبنزين ، والبنزين ، والبالي وغيرها
6) المواد الأفيونية (المورفين والهيروين والكوديين والميثادون وما إلى ذلك)
7) ادمان انواع المهدئات (الديازيبام ، كلورازيبات ، الخ)
8) ادمان انواع المنشطات (الأمفيتامين ، النشوة ، الكوكايين ، إلخ.)
9) ادمان التبغ و دخان و النرجيلة والسجائر
10) إدمان المحفزات والمنشطات الطبية
11) إدمان المواد التي تسبب الهلوسة
12) إدمان المذيبات
13) إدمان الكراك ( كوكايين)
14) إدمان الهيروين
15) إدمان الأكستازي
16) أدمان المواد المتطايرة (الغاز)
17) أدمان على الأمفيتامين (كابتاجون)
18) أدمان الميثامفيتامين (الشبو / الثلج / كريستال ميث )
19) إدمان العمل الاداري
20) إدمان للتسوق
21) أدمان لدى الأطفال والشباب
22) إدمان الجنس
23) إدمان الحشيش (الماريوانا )
24) إدمان الأفيون (القات)
25) إدمان العلاقات العاطفية المتنوعة
26) ادمان على الألعاب
27) أدمان على الحوار الالكتروني والوسائل التواصل الاجتماعي
28) أدمان على ريلز
لاعلاج حقيقي ودائم و مستدام للإدمان في العلوم العصرية
هل يمكن علاج الادمان؟ هناك انواع كثيرة من حالات الادمان لا يمكن علاجه حتى يموت المدمن . تعتمد أنواع الإدمان على المادة المستخدمة من قبل الشخص ونوع الإدمان. تختلف أنواع التبعية بشكل كبير وفقًا للنوع الذي تعتمد عليه. في علاج نوع الإدمان ، يتم فحص و إجراء التحاليل بشكل مفصل في مركز الادمان متخصص. و من ثم يتم إصدار برنامج علاج خاص للشخص. يتم التعامل مع الشخص مع نهج متعدد التخصصات ومعالجة متعددة الأوجه مع برنامج علاج خاص. هناك العديد من الطرق في عيادتنا التي نستخدمها لعلاج مرضانا في مركز علاج الأدمان .وتشمل
1. العلاج النفسي الفردي
2. العلاج النفسي الجماعي للإدمان
3. جلسات علاج التفاعل الاجتماعي
4. العلاج بالعقاقير
5. جلسات التحفيز المغناطيسي العميق (Deep TMS)
6. الدورات التعليمية للأسرة
يمكننا القول أن أنواع الأدمان سيتم تقييمها في الإطار العام ، حيث يتم فصل أنواع الأدمان في حد ذاتها. ولذلك ، فمن الضروري أن يتم تقييم الشخص ومعاملته من قبل أخصائي وخطة علاج خاصة للشخص. لكن في النهاية الحالات التي شفيت من الامراض النفسية حتى نهاية العمر قليلة والعلاج النهائي ايضا بحسب بعض العلماء مستحيل.
أكثر الاضطرابات النفسية والعقلية انتشاراً في عصر التكنولوجيا
ما هي أكثر الأمراض والاضطرابات العقلية والنفسية انتشاراً وشهرة؟ ما هي أعراض هذه الاضطرابات ووسائل علاجها المتاحة؟ وكيف يبدو واقع الصحة النفسية في عالمنا المعاصر؟
أكثر الاضطرابات النفسية والعقلية انتشاراً في العالم الحديث
على الرغم من أهمية العوامل الوراثية والكيميائية والمرحلة الجنينية والولادة في تعزيز فرص الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية والعقلية أو تحييدها، إلّا أن للعوامل البيئة والتربوية دورها المهم أيضاً، هذا ما يفسر اختلاف طبيعة ونوعية المشاكل النفسية التي تنتشر في عصر من العصور.
فما هي الأمراض والاضطرابات العقلية والنفسية التي تعتبر شائعة ومنتشرة في وقتنا الحالي، وما أعراض هذه الأمراض والاضطرابات وأسبابها وآليات علاجها، لنتعرف معاً إلى الإجابات.
محتويات المقال:
1- الصحة النفسية في العالم الحديث
2- شيوع الأمراض والاضطرابات النفسية
3- الاكتئاب في المقدمة
4- اضطرابات القلق
5- اضطراب ثنائي القطب
6- انفصام الشخصية والأمراض الذهانية الأخرى
7- الخرف
الصحة النفسية في العالم الحديث
في موضوع عن الصحة النفسية في العالم المعاصر تحدثنا عن العلامات التي ترشدا إلى وجود مشاكل نفسية وعن أهم الأمور التي يجب الاهتمام بها للوقاية من اضطرابات العصر الحديث، فقبل فترة ليست بالبعيدة كان الإنسان ينظر إلى معظم المشاكل النفسية والعقلية كزاوية غامضة من تكوينه، وغالباً ما يربط حالات مثل الخرف أو الذهان أو الاضطرابات الانشقاقية بأمور روحانية كالأرواح الشريرة والجن ولا عجب أن سمَّوه مجنوناً أي مسكوناً بالجنِّ.
ومع تطور طب المخ والأعصاب والعلوم النفسية وعملها معاً على إيجاد تفسيرات للحالات غير الطبيعية؛ يمكن القول أن العالم الحديث وضع تصوراً واضحاً لمعظم الاضطرابات النفسية والعقلية من خلال تشخيصها وتمييزها والبحث في أسبابها ووضع الخطط العلاجية المناسبة لها، وما زال العلم يصنِّف اضطرابات جديدة أكثر اتصالاً بروح العصر الحديث مثل اضطراب ألعاب الانترنت الذي أثار تصنيفه كاضطراب مميز جدلاً واسعاً في الفترة الأخيرة.
الأمراض والاضطرابات النفسية الشائعة
من جهة أخرى فإن متطلبات العصر الحديث واختلاف أساليب المعاش والاتصال واختلاف ترتيب الأولويات والاحتياجات وطريقة تلبيتها، كل ذلك غيَّر خريطة الأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية إلى حد بعيد، ليقفز الاكتئاب والقلق مثلاً إلى رأس القائمة وتعتبر أمراض العصر. سنستعرض في الفقرات القادمة خمسة اضطرابات نفسية وعقلية تعتبر الأكثر شيوعاً في العالم، هي بالترتيب:
1- الاكتئاب.
2- القلق.
3- اضطراب ثنائي القطب.
4- الأمراض الذهانية.
5- الخرف.
الاكتئاب في المقدمة
كما ذكرنا فإن الاكتئاب مرض العصر حيث تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الاكتئاب يعتبر أكثر الاضطرابات النفسية والعقلية انتشاراً في مختلف أنحاء العالم[1]، حيث يقدر المصابون بالاكتئاب بنحو 300 مليون إنسان، كما أن الاكتئاب من الأسباب الرئيسية لخروج الأفراد من الأهلية ومواجهتهم لإعاقة كبيرة في مجالات الحياة المختلفة.
أسباب وأعراض الاكتئاب
تحدثنا بإسهاب عن أعراض الاكتئاب وأسبابه وطرق علاجه في مقالات سابقة؛ ويمكن اختصار الجدل حول أسباب الاكتئاب بالقول أن الضغوط الاجتماعية المختلفة والتجارب الشخصية القاسية إلى جانب العوامل الوراثية وعوامل كيمياء الدماغ والإصابة بالاضطرابات النفسية الأخرى؛ تعتبر جميعها أسباباً رئيسية للاكتئاب.
أما عن الأعراض فأبرز أعراض الاكتئاب حالة الحزن المستقرة أو شبه المستقرة والتي يصعب الخروج منها بالوسائل التقليدية، والإصابة باضطرابات النوم واضطرابات الشهية، وتبدأ الأعرض بالتصاعد بمستوى الخطورة عندما يشكل الاكتئاب عائقاً أمام المريض في أدائه المهني وعلاقاته الاجتماعية، وقد يصل إلى الانتحار.
علاج الاكتئاب
يتوقف علاج الاكتئاب على تشخيص حدة الاكتئاب (خفيف، متوسط، حاد أو شديد)، ويبدأ علاج الحالات الخفيفة من الاكتئاب من خلال جلسات العلاج النفسي والعلاج السلوكي المعرفي، ثم يتم اللجوء في الحالات فوق المتوسطة إلى مضادات الاكتئاب وقد يصل الأمر إلى حجز المريض في مصح نفسي للاستشفاء ومتابعة حالته عن كثب.
اضطرابات القلق
تعتبر اضطرابات القلق من أمراض العصر أيضاً إلى جانب الاكتئاب، حيث يقدر عدد المصابين باضطرابات القلق المختلفة حوالي 284 مليون إنسان حول العالم، 63% منهم من النساء
وتشمل اضطرابات القلق الوسواس القهري والفوبيات والاضطرابات الاجتماعية واضطرابات ما بعد الصدمة إضافة إلى اضطراب القلق العام، وتظهر الأعراض بشكل توتر حركي لا إرادي وحالة من الخوف وتغيرات في العلامات الحيوية ونشاط الجسم كحالات الدوار وفرط التهوية والإغماء...إلخ.
وكمعظم الاضطرابات النفسية يأخذ علاج اضطرابات القلق خطَّين متوازيين؛ العلاج النفسي من خلال جلسات الاستماع والدعم والعلاج السلوكي المعرفي، جنباً إلى جنب مع العلاج الدوائي من خلال مضادات الاكتئاب ومضادات القلق، وقد يرى الطبيب المعالج أن يتخلى عن الأدوية أو يستخدمها حسب الحالة والتجربة
اضطراب ثنائي القطب
يأتي الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من حيث التصنيف كأكثر الاضطرابات انتشاراً بعد القلق والاكتئاب، حيث يعاني حوالي 60 مليون شخص حول العالم من اضطراب ثنائي القطب العاطفي وفق منظمة الصحة العالمية في المرجع المذكور سابقاً.
ويتصف مريض اضطراب ثنائي القطب بالتقلبات المزاجية الحادة والدخول بنوبات من الهوس والاكتئاب تفصل بينها حالات طبيعية ومزاج سوي، وعادة ما تترافق نوبات الهوس مع شعور مرتفع بالثقة وتضخم احترام الذات، اضطرابات النوم والشهية، إضافة إلى الاندفاع والتهور، وللتعرف أكثر على أعراض وأنواع اضطراب ثنائي القطب يمكنكم قراءة هذا المقال.
ويكون علاج اضطراب ثنائي القطب من خلال الأدوية التي من شأنها أن تعزّز استقرار المزاج جنباً إلى جنب مع جلسات العلاج النفسي والدعم الاجتماعي والمتابعة الطبية لمواجهة الانتكاس.
انفصام الشخصية والأمراض الذهانية
من الاضطرابات العقلية المشهورة والشائعة اضطراب انفصام الشخصية، حيث يعاني المريض من الذهان وتشوهات في التفكير والإدراك تنعكس على السلوك، وأبرز أعراض انفصام الشخصية والذهان الشكوى من حالات الهلوسة البصرية والسمعية والحسية إلى جانب الشكوى من الأوهام كالشكوك غير المنطقية والمعتقدات الخاطئة.
وتعتبر فترة البلوغ والمراهقة وحتى الثلاثين هي الفترة الأكثر شيوعاً لظهور انفصام الشخصية، وفي حالات أندر قد يصيب الأطفال، أما من حيث الأسباب فتعتبر العوامل الوراثية والبيئية هي الأكثر تأثيراً على فرص الإصابة بالانفصام، إلى جانب مشاكل النمو والتطور.
كما يتم علاج الاضطرابات الذهانية وانفصام الشخصية من خلال برنامج الأدوية المضادة للذهان التي تؤخذ بشكل يومي أو حسب ما يصف الطبيب، وقد يتم إعطاء مضادات الذهان عبر الحقن مرة أو مرتين في الشهر حسب ما يرى الطبيب[4].
الخرف
الخرف Dementia يعتبر من أكثر أمراض الشيخوخة شيوعاً في العالم، حيث يعاني أكثر من 50 مليون إنسان من الخرف، والخرف هو حالة من التدهور المزمن والمتقدم للوظائف الإدراكية يتجاوز الحالة العادية في مرحلة الشيخوخة.
وتنعكس أعراض الخرف على العمليات الفكرية المختلفة مثل اللغة والحساب والفهم والقدرة على التعلم والذاكرة، وهناك مجموعة من الأمراض التي تسبب أعراض الخرف مثل الزهايمر والجلطة الدماغية وهي الأسباب الأكثر شيوعاً للخرف المزمن، فيما توجد بعض الأسباب للخرف المتقلب كمشاكل الغدة الدرقية وعوز الفيتامينات.
في حالات الخرف المزمن والتدريجي لا يوجد علاج نهائي، وتهدف المحاولات العلاجية لمساعدة المريض على التعامل مع أعراض الخرف وتخفيفها إلى جانب الدعم النفسي والاجتماعية.
أخيراً... تعمل منظمات الصحة النفسية والعقلية حول العالم على فهم أسباب انتشار وتطور اضطرابات بعينها، لتتمكن من محاصرة هذه الاضطرابات من خلال السيطرة على الأسباب قدر الممكن إلى جانب وضع الخطط العلاجية، وتعتبر الصحة النفسية من القضايا الساخنة في عالمنا المعاصر، خاصة وأن أكثر الاضطرابات شيوعاً "الاكتئاب والقلق" من المشاكل التي تطورت مع تطور المجتمع البشري الحديث كأعراض جانبية لحضارة ما بعد الحداثة.
التكنولوجيا وأثرها السلبي على الصحة النفسية
في عالمنا هذا أصبح كل شيءٍ يدور حول التكنولوجيا والإنترنت؛ فهي تدخل في كافة مجالات الحياة من خلال دورها في سرعة الوصول إلى المعلومات والبيانات، ويتوسع انتشارها واستخدامها في جميع أنحاء العالم، لذا سنركز على التكنولوجيا وأثرها السلبي على الصحة النفسية.
كيف تظهر التكنولوجيا وأثرها السلبي على الصحة النفسية؟
تدخل التكنولوجيا في كافة أشكال حياتنا في الأجهزة المحمولة والهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية وغيرها، وأصبح يستخدمها فئات عمرية متنوعة بدءً من الأطفال إلى الكبار في السن، وهنا تكمن خطورتها على الأطفال في سن مبكرة والمراهقين الذين يُفرطون في استخدامها دون ضوابط وحدود تُذكر.
تظهر هذه المشكلة من خلال السلوكيات غير السليمة التي يقوم بها مستخدميها باستمرار بشكل تلقائي وتُلاحظ في التنشئة منذ الصغر، إضافةً إلى الإدمان على استخدام الهواتف ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مرضي للكبار والصغار.
ما هو التأثير السلبي للتكنولوجيا على الصحة النفسية؟
تؤثر التكنولوجيا على مستخدميها بشكل سلبي جسديًّا ونفسيًّا، ويتمثّل هذا التأثير في صور وأشكال مختلفة وهي كالآتي:
ضعف المهارات الاجتماعية وتحديدًا للأطفال والتي تؤهلهم للانخراط في المجتمع والتعامل مع أقرانهم.
صعوبة في التركيز والتأثير على التحصيل الدراسي.
التقلبات المزاجية والشعور بالحزن أو الفرح بشكل مفاجئ.
الشعور بالقلق والتوتر.
اضطرابات في النوم.
ظهور بعض السلوكيات المزعجة تقليدًا لبعض الألعاب الإلكترونية والتأثر بها.
الإصابة بالاكتئاب والشعور بالعزلة.
اضطراب إدمان الإنترنت.
انخفاض النشاط البدني.
التكنولوجيا وأثرها السلبي على الصحة النفسية لدى أطفال التوحد
تساهم التكنولوجيا في أثر إيجابي مهم في التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد على وجه الخصوص ضمن استراتيجية محددة، وبالرغم من ذلك يوجد تأثير سلبي كبير إذا تُركت الأمور دون شروط ووعي للمخاطر النفسية التي قد تسببها؛ فمثلًا زيادة الوقت المحدد للأطفال للجلوس على الأجهزة الذكية أو الشاشات يعرّضهم لفرصة أعلى لاضطرابات النوم، وذلك لأن المصابين بالتوحد يعانون من نقص في الميلاتونين وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم عملية النوم، فالجلوس أمام الشاشات لوقتٍ طويل يُثبّط عمل هذا الهرمون والذي بدوره يقلل من جودة النوم ويعطّله.
تكمن مخاطر التكنولوجيا وأثرها السلبي على الصحة النفسية أيضًا من خلال زيادة التعرّض للقلق، والمتمثّل في خطر الإصابة في الوسواس القهري والقلق الاجتماعي بفرص أكبر لأنها تعمل على إضعاف المهارات الاجتماعية وتأخر عملية التحسين والتطوير مثل التواصل البصري ولغة الجسد وغيرها.
التلوث
يعرف التلوث بأنه إدخال الملوثات التي تسبب تغيرًا سلبيًا في البيئة الطبيعية. قد يكون التلوث على شكل مادة (صلبة أو سائلة أو غازية) أو على شكل طاقة (مثل النشاط الإشعاعي أو الحرارة أو الضوضاء أو الضوء)، الملوثات (عناصر التلوث) هي إما مواد / طاقات دخيلة أو ملوثات متوفرة بشكل طبيعي. على الرغم من أن التلوث البيئي يمكن أن يكون ناتجًا عن حوادث طبيعية فإن كلمة «تلوث» تعني بشكل عام أن الملوثات لها مصدر بشري، أي ناتجة عن الأنشطة البشرية. يُصنف التلوث غالبًا إما من تلوث من مصدر ثابت أو تلوث غير محدد المصدر. في عام 2015 قتل التلوث 9 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم.
تشمل أشكال التلوث الرئيسية: تلوث الهواء، والتلوث الضوئي، وإلقاء القمامة، والتلوث الضوضائي، وتلوث البلاستيك، وتلوث التربة، والتلوث الإشعاعي، والتلوث الحراري، والتلوث البصري، وتلوث المياه.
تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2016 إلى أن 58% من حالات الوفاة المبكّرة الناجمة عن تلوث الهواء الخارجي كانت بسبب الإصابة بمرض القلب الإقفاري والسكتة الدماغية، في حين كانت 18% من حالات الوفاة المبكّرة بسبب الإصابة بمرض الرئة الانسدادي المزمن وعدوى الجهاز التنفسي السفلي الحادة على التوالي، بينما تَسبب سرطان الرئة في 16% من الوفيات.
أنواع التلوث
ينقسم التلوث استناداً إلى مصدره إلى نوعين: تلوث طبيعي وتلوث صناعي.
التلوث الطبيعي
حمم بركانية تدخل إلى البحر في جزيرة هاواي. تعتبر الحمم البركانية من أنواع التلوث الطبيعي وإحدى مسببات التلوث الحراري.
هو التلوث الذي يعود مصدره إلى الظواهر الطبيعية التي تحدث من وقت لآخر كالبراكين، والصواعق، والعواصف التي قد تحمل معها كميات هائلة من الرمال والأتربة، وتتلف المزروعات والمحاصيل، يصعب مراقبة هذا النوع من التلوث أو التنبؤ به والسيطرة عليه تماماً، وهذا التلوث موجود منذ القدم دون أن يشكل ظاهرة مقلقة للإنسان.
التلوث الصناعي (البشري)
ينتج التلوث الصناعي من فعل الإنسان ونشاطه، ويجد مصدره في أنشطة الإنسان الصناعية والخدمية والترفيهية وغيرها، وفي استخداماته المتزايدة لمظاهر التقنية الحديثة ومبتكراتها المختلفة من المؤكد أن الأنشطة الصناعية مسؤولة تماماً عن حدوث مشكلة التلوث في العصر الحاضر، وبلوغها هذه الدرجة الخطيرة التي تهدد الحياة وبقاء الإنسان على سطح الأرض، ومن أهم مصادر التلوث الصناعي: صناعة التعدين والبلاستيك والبتروكيماويات والبناء ووسائط النقل والمبيدات الحشرية والحروب وغازات التبريد وعوادم السيارات ومداخن المصانع.
تعتمد شدة التلوث الصناعي على عدة عوامل ومنها: المنطقة التي تنبعث منها أو تُصرف فيها الملوثات الصناعية، الفترة الزمنية للتلوث، درجة تركيز المواد الملوثة، الخصائص الفيزيائية والكيميائية والحيوية للمواد الملوثة، القابلية للتحلل والاستيعاب في الوسط البيئي الذي تُوضع فيه، درجة السمية بالنسبة للإنسان والكائنات الحية الأخرى. كما تقسم الملوثات الصناعية إلى ثلاثة أنواع:
ملوثات صلبة وهي تلك الملوثات الناجمة عن العديد من الصناعات كالأتربة الناتجه عن صناعة الإسمنت مثلاً.
ملوثات سائلة كمحاليل المواد الكيماوية التي تقذف بها المصانع في المجاري المائية.
ملوثات غازية كالغازات والأدخنة الضارة المتصاعدة من مداخن المصانع ومصافي تكرير النفط.
أشكال التلوث
فيما يلي وصف للأنواع الرئيسية للتلوث فضلاً عن الملوثات المحددة المرتبطة بكل منها:
التلوث بالبلاستيك على أحد شواطئ غيانا
الضباب الدخاني في تايوان
حفريات تظهر تلوث التربة في محطات الغاز المهجورة في إنجلترا.
تلوث الهواء
ويحدث عند إطلاق المواد الكيميائية والجسيمات في الغلاف الجوي. تشمل الملوثات الغازية الشائعة أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت ومركبات الكلوروفلوروكربون وأكاسيد النيتروجين التي تنتجها المصانع والسيارات. يتكون الأوزون الكيميائي الضوئي والضباب الدخاني من تفاعل أكاسيد النيتروجين والهيدروكربونات مع ضوء الشمس. تتميز الجسيمات المعلقة (أو الغبار الناعم) بحجمها الضئيل الذي يتراوح بين 2.5-10 ميكرومتر.
يشكل تلوث الهواء خطرًا جسيمًا على صحة الإنسان في جميع أنحاء العالم، بناءًا على التقييم البيئي الصادر عن برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة (UNDP)، فإن حوالي 900 مليون من سكان المدن (أغلبهم في الدول النامية) معرضون لمستويات غير صحية من ثاني أكسيد الكربون. يعتبر الكربون الأسود من الملوثات الخطيرة والتي أصبحت منتشرة في الآونة الأخيرة في الهواء.
التلوث الكهرومغناطيسي
المقالة الرئيسية: الإشعاع الكهرومغناطيسي والصحة
وهو الوفرة المفرطة للإشعاع الكهرومغناطيسي في شكله غير المؤين مثل موجات الراديو وما إلى ذلك والتي يتعرض له الناس باستمرار خاصة في المدن الكبرى. لا يزال من غير المعروف ما إذا كانت هذه الأنواع من الإشعاع لها تأثير على صحة الإنسان أم لا.
التلوث الضوئي
ويشمل تعدي الضوء وفرط الإضاءة والضوء القادم من الفضاء (التداخل الفلكي).
إلقاء القمامة
ويعرف بأنه الإلقاء المتعمد لنفايات غير صحية من صنع الإنسان على الممتلكات العامة والخاصة دون إزالتها. يمكن أن تتخذ القمامة أشكالًا متنوعة، ولكن هناك نفايات تلقى بشكل متكرر أكثر من غيرها. في دراسة أجرتها منظمة حافظوا على أمريكا جميلة [الإنجليزية] وجد الباحثون أن النفايات الأكثر تناثرًا تشمل: أعقاب السجائر، أغلفة الطعام، الزجاجات البلاستيكية، الأكواب المستعملة لمرة واحدة، أكياس البقالة، القصب البلاستيكي، علب المشروبات الغازية، الإطارات وحطام المركبات.[10] إن إلقاء القمامة لا يتسبب فقط بالتلوث بل يهدد الحياة البرية، يقدر الباحثون أن أكثر من مليون حيوان يموتون كل عام بعد تناول القمامة التي يتم التخلص منها بشكل غير صحيح، تعتبر القمامة البلاستيكية من أكثر الأسباب القاتلة شيوعًا للحيوانات بشكل عام بينما الحيوانات البحرية هي الأكثر تضررًا، في كل عام يموت أكثر من 100,000 من الدلافين والأسماك والحيتان والسلاحف بسبب هضم القمامة البلاستيكية.[10]
أسلاك الكهرباء والاتصالات معلقة فوق تقاطع في طريق ماك آرثر السريع في الفلبين. وهو أحد أشكال التلوث المسمى التلوث البصري
مياه الصرف الصحي والنفايات الصناعية تصب في أحد الأنهار في كاليفورنيا
مدينة باريس كما تظهر من الفضاء، تمثل هذه الصورة مثال على التلوث الضوئي
التلوث الضوضائي
ويشمل ضجيج الطرق وضجيج طائرات والضجيج الصناعي وكذلك السونار عالي الكثافة ويُعد أحد أنواع التلوث الخطرة وخاصة في المدن الكبرى، إذ يؤدي إلى الإرهاق والتوتر واضطرابات النوم، وقد استخدم النازيون والصهاينة التلوث الضوضائي على المساجين كي يحرموا من النوم الذي ينتج عنه الانهيار النفسي والعصبي.[11] كما تسبب الضوضاء أضرار كثيرة للإنسان مثل: حدوث تلف دائم في قدرة السمع، حدوث الاضطرابات النفسية في صورة قلق وارتباك، حدوث اضطرابات فيزيولوجية نتيجة الحالة النفسية مثل آلام الرأس، وتناقص قدرة الإنسان الإنتاجية فمن الثابت علميًا أن الضوضاء تسبب حوالي 50% من الأخطاء الميكانيكية مما يعادل 20% من الحوادث المهنية.[12]
التلوث البلاستيكي
وهو تراكم المواد واللدائن البلاستيكية الدقيقة في البيئة مما يؤثر سلبًا على الحياة البرية أو موائل الحياة البرية أو البشر.
تلوث التربة
يحدث تلوث التربة عند إطلاق المواد الكيميائية تحت الأرض عن طريق الانسكاب أو التسرب. من بين أهم ملوثات التربة الهيدروكربونات، المعادن الثقيلة، مركب ميثيل ثالثي بوتيل الإيثر، مبيدات الأعشاب، مبيدات الآفات ومركبات الكلور العضوية.
التلوث الإشعاعي
نتج هذا التلوث عن أنشطة الفيزياء الذرية في القرن العشرين مثل توليد الطاقة النووية وأبحاث الأسلحة النووية وتصنيعها ونشرها. (انظر جسيم ألفا والأكتينيدات في البيئة)، يمكن أن تؤثر المواد المشعة بشكل خطير على الحياة النباتية والحيوانية والبشرية بل وتدمرها. يعتمد مدى الضرر أو الخطر الذي تتعرض له البيئة على: تركيز المادة المشعة، والطاقة المنبعثة من الإشعاع، وقرب المواد المشعة، ونوع الإشعاع. تسببت حوادث محطات الطاقة النووية مثل كارثة فوكوشيما دايتشي النووية (2011) وكارثة تشيرنوبيل (1986) وحادث جزيرة الثلاثة أميال (1979) بمقتل الآلاف من البشر وكان لها تأثيرات سلبية على الأجيال اللاحقة، يتسبب الإشعاع بالطفرات الجينية التي تنتقل بالوراثة وتجعل المرء أكثر عرضة للإصابة بالسرطان الذي يعتبر أكثر الأمراض المرتبطة بالإشعاع انتشارًا، بالنسبة للنساء الحوامل يعاني الأطفال المولودين من عيوب خلقية ناجمة عن طفرات جينية مثل انخفاض الوزن أثناء الولادة. كما تم الإبلاغ عن مواليد يعانون من تشوهات خلقية، وذُكر العقم كأحد نتائج التعرض للإشعاع.
صورة لمفاعل تشرنوبل السوفيتي بعد الإنفجار
يعتبر ثوران البراكين أحد الأسباب الطبيعية للتلوث
تسرب لمواد كيميائية في البحر أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الأسماك
التلوث الحراري
وهو التغير في درجة حرارة المسطحات المائية الطبيعية (محيط، بحر، نهر، بحيرة) بسبب تأثير الإنسان، على سبيل المثال استخدام الماء كمبرد في محطة توليد الكهرباء ثم إعادة تلك المياه الحارة إلى المسطح المائي الذي أخُذت منه، مما يغير من مستويات الأكسجين في المياه ويمكن أن يتسبب بآثار كارثية على النظم البيئية والمجتمعات المحلية. كما يمكن أن تؤدي الأسباب الطبيعية مثل البراكين والينابيع الساخنة تحت المحيطات والبحار إلى خروج الحمم البركانية الدافئة التي ترفع درجة حرارة المسطحات المائية. يؤدي ارتفاع حرارة الماء إلى انخفاض في مستويات الأكسجين المذاب في الماء، فالماء الدافئ يحتوي على أكسجين أقل نسبيًا من الماء البارد. يمكن أن يؤدي الانخفاض في الأكسجين المذاب إلى اختناق النباتات والحيوانات مثل الأسماك والبرمائيات.
التلوث البصري
والذي يمكن أن يتخذ أشكالا عديدة مثل خطوط نقل الكهرباء أو اللوحات الإعلانية على الطرق السريعة أو تضاريس الأرض غير المنتظمة (الناتجة عن عمليات مثل التعدين) أو التخزين المفتوح للنفايات أو النفايات الصلبة أو المخلفات الفضائية. يؤدي التلوث البصري إلى إجهاد العين والحوادث المرورية نتيجة لتشتت التركيز وإلى أضطرابات النوم والإجهاد النفسي والقلق كما يمكن أن يتسبب التعرض المستمر للتلوث البصري بالإضطرابات النفسية لدى الأطفال.
تلوث المياه
وينتج عن تصريف المياه العادمة الصناعية من النفايات التجارية والصناعية (عمداً أو من خلال الانسكابات) في المياه السطحية، تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة، والملوثات الكيميائية مثل الكلور من مياه الصرف الصحي المعالجة، إطلاق النفايات والملوثات في الجريان السطحي المتدفق إلى المياه السطحية (بما في ذلك الجريان السطحي في المناطق الحضرية والجريان السطحي الزراعي والتي قد تحتوي على الأسمدة الكيماوية ومبيدات الآفات بما في ذلك فضلات الإنسان من التغوط في العراء - والتي لا تزال تمثل مشكلة رئيسية في العديد من البلدان النامية)، تلوث المياه الجوفية الناتج عن التخلص من النفايات والرشح إلى الأرض بما في ذلك من مراحيض الحفر وخزانات الصرف الصحي وفرط المغذيات والنفايات.
التلوث الكيميائي
يُعرَّف التلوث الكيميائي بأنه وجود أو زيادة في الملوثات الكيميائية في البيئة الغير الموجودة بشكل طبيعي أو توجد بكميات أعلى من قيمها الأساسية الطبيعية. وتتسبب به إما المواد الكيميائية المصنعة مختبريا أو الناتجة عن عدة مصانع المصنعة سواء تلك التي تتكون لتستخدم لأغراض خاصة كمواد التنظيف وزيوت السيارات أو تلك التي تُنتج كمخلفات جانبية لعملية الصناعة، وهذه المواد يُمكن أن تُلقَى في المجاري المائية أو أن تنتشر في الهواء مما يسبب تلوثاً بيئياً، وهذا النوع من التلوث ذو آثار خطيرة جداً على مختلف عناصر البيئة، وقد ظهرت آثار هذا النوع من التلوث بوضوح في النصف الثاني من القرن العشرين نتيجة التقدم الصناعي الهائل الذي شهده خصوصاً في مجال الصناعات الكيميائية، وقد تصل آثار التلوث الكيميائي إلى الغذاء، عن طريق استخدام المواد الحافظة والألوان والصبغات ومكسبات الطعم والرائحة في صناعة الأغذية، وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك، دور هذه المواد في إحداث الأورام السرطانية الخبيثة.
معظم المواد الكيميائية التي تلوث البيئة من صنع الإنسان وهي ناتجة عن الأنشطة المختلفة التي تستخدم فيها المواد الكيميائية السامة لأغراض مختلفة، قد يؤدي التعرض للملوثات الكيميائية إلى التسمم الكيميائي ويمكن أن يكون له تأثيرات فورية أو لاحقة والتي قد تظهر بعد أسابيع أو حتى أشهر بعد حدوث التعرض. قد يؤدي التسمم الكيميائي الشديد إلى وفاة الشخص الذي يستنشق أو يبتلع كمية متزايدة من هذه المواد.
المركبات الكيميائية هي مواد كيميائية عضوية أو غير عضوية وهي الأسباب الرئيسية للتلوث الكيميائي. أكثر الملوثات الكيميائية شيوعًا هي تلك المركبات المستخدمة عبر مساحات كبيرة والتي لا تتحلل بسهولة في الطبيعة. ومن الأمثلة عليها معظم المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب المستخدمة في الزراعة والبستنة، وكذلك مركبات الكلور العضوية المستخدمة في العديد من العمليات الصناعية وأنشطة التنظيف الجاف.
يُعد الرصاص وكبريتيد الهيدروجين ومركبات الزئبق والكادميوم والزرنيخ ومركبات السيانيد والمبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية والنفط من أهم المواد الملوثة للبيئة الضارة بصحة الإنسان، وقد يحدث التلوث الكيماوي نتيجة الحوادث الصناعية في المصانع، نتيجة لعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع حدوث مثل هذا النوع من الحوادث، وقد لفتت الحوادث الصناعية أنظار العالم إلى التلوث الحادث بسببها، ودفعت الكثير من الهيئات والحكومات إلى الاهتمام بضرورة وضع برنامج دولي يتضمن وضع أنظمة آمنة ومحكمة، تتعلق بتصنيع المواد الكيميائية، وطرائق نقلها وتخزينها، وفرض رقابة دائمة عليها حفاظاً على حياة العاملين في هذه المصانع، وحفاظاً على البيئة المحيطة بهذه الصناعات.
التلوث البيولوجي
يعتبر التلوث الحيوي أو البيولوجي من أقدم صور التلوث التي عرفها الإنسان، وينشأ هذا التلوث نتيجة وجود كائنات حية مرئية أو غير مرئية نباتية أو حيوانية كالبكتريا والفطريات وغيرها في الوسط البيئي كالماء أو الهواء أو التربة، فاختلاط الكائنات المسببة للأمراض بالطعام الذي يأكله الإنسان أو الماء الذي يشربه أو الهواء الذي يستنشقه يؤدي إلى حدوث التلوث البيولوجي، مما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض.
ويحدث التلوث البيولوجي عند التخلص من مياه المجاري والصرف الصحي – قبل معالجتها كيميائياً- بإلقائها في موارد المياه العذبة، أو بسبب انتشار القمامة المنزلية في الشوارع دون مراعاة للقواعد الصحية في جمعها ونقلها والتخلص منها بطريقة علمية، أو بسبب ترك الحيوانات النافقة في العراء أو إلقائها في موارد المياه، وكذلك عند عدم إتباع الطرق الصحية في حفظ الأطعمة وتصنيعها مما يعرضها للتلوث.
الملوثات
الملوث هو نفايات تلوث الهواء أو الماء أو التربة. هناك ثلاثة عوامل تحدد شدة الملوث وخطورته وهي: طبيعته الكيميائية، والتركيز، والمنطقة المتضررة وفترة بقاؤه فيها.
مصادر التلوث وأسبابه
تساهم كل من المصادر الطبيعية والبشرية (من صنع الإنسان) في تلوث الهواء. ومع ذلك أصبحت الملوثات من صنع الإنسان الناتجة عن الاحتراق والبناء والتعدين والزراعة والحروب ذات أهمية متزايدة في تأثيرها على تلوث الهواء كمشكلة عالمية.
تعد انبعاثات السيارات أحد الأسباب الرئيسية لتلوث الهواء. في عام 2020 احتلت الصين والولايات المتحدة والهند وروسيا واليابان وإيران وألمانيا وكوريا الجنوبية والسعودية وأندونيسيا قائمة أكثر 10 دول العالم تسببًا في الإنبعاثات الملوثة للهواء. تشمل مصادر التلوث الثابتة الرئيسية: المصانع الكيمائية، ومحطات توليد الطاقة الكهربائية من الفحم، ومصافي النفط، ومصانع البتروكيماويات، والأنشطة المتعلقة بالتخلص من النفايات النووية، وحرق النفايات، ومزارع المواشي (أبقار الألبان، والخنازير، والدواجن وما إلى ذلك)، ومصانع كلوريد متعدد الفاينيل (نوع من البلاستيك)، والمصانع المنتجة للمعادن ومصانع البلاستيك والصناعات الثقيلة الأخرى. يأتي تلوث الهواء الزراعي من الممارسات المعاصرة التي تشمل قطع النباتات الطبيعية وحرقها بشكل واضح وكذلك رش المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب.
في كل عام يُنتج حوالي 400 مليون طن متري من النفايات الخطرة، منها حوالي 250 مليون طن متري تنتج في الولايات المتحدة وحدها. وبالرغم من أن سكان الولايات المتحدة يشكلون أقل من 5٪ من سكان العالم إلا أن الولايات المتحدة تنتج ما يقرب من 25٪ من ثاني أكسيد الكربون في العالم وما يقرب من 30٪ من النفايات في العالم. في عام 2007 تفوقت الصين على الولايات المتحدة كأكبر منتج لثاني أكسيد الكربون في العالم، لكنها لا تزال متأخرة كثيرًا من حيث نصيب الفرد من التلوث (المرتبة 78 بين الدول).
إحدى أشهر ملوثات التربة شيوعًا هي مركبات الكلور العضوية والمعادن الثقيلة (مثل الكروم والكادميوم الموجود في البطاريات القابلة لإعادة الشحن، والرصاص الذي لا يزال في بعض البلدان يستخدم في طلاء الرصاص [الإنجليزية] ووقود الطائرات والسيارات)، بالإضافة إلى مركبات الميثيل ثالثي بوتيل الإيثر والزنك والزرنيخ والبنزين. في عام 2001 كشفت سلسلة من التقارير الصحفية التي بلغت ذروتها بصدور كتاب بعنوان الحصاد المشؤوم [الإنجليزية] عن ممارسة واسعة النطاق لإعادة تدوير المنتجات الثانوية الصناعية وتحويلها إلى أسمدة، مما أدى إلى تلوث التربة بمعادن مختلفة. تعتبر مدافن النفايات البلدية العادية مصدرًا للعديد من المواد الكيميائية التي تدخل بيئة التربة (وغالبًا ما تكون المياه الجوفية)، والتي تنبع من مجموعة واسعة من النفايات وخاصة المواد التي يتم التخلص منها بشكل غير قانوني هناك أو من مدافن النفايات قبل عام 1970 التي ربما كانت تخضع لرقابة قليلة في الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي. كانت هناك أيضًا بعض الإنبعاثات غير العادية من مركبات ثنائي بنزو الديوكسين متعددة الكلور المعروفة أيضًا باسم الديوكسينات مثل غاز 8،7،3،2-رباعي كلورو ثنائي بنزو الديوكسين.
قد تتسبب الكوارث الطبيعية أيضًا في التلوث. على سبيل المثال غالبًا ما تتسبب الأعاصير بتلوث المياه من مياه الصرف الصحي وانسكاب البتروكيماويات من القوارب أو السيارات التالفة. وقد ينتج ضرر بيئي على نطاق أوسع في حال ضرب الأعصار منصات النفط الساحلية أو المصافي. كما يمكن أن تنتج بعض مصادر التلوث مثل محطات الطاقة النووية أو ناقلات النفط انبعاثات واسعة النطاق وخطيرة عند وقوع الحوادث.
أما في حالة التلوث الضوضائي فإن وسائط النقل هي السبب الأكثر شيوعًا لهذا النوع من التلوث، حيث تنتج أكثر من 90٪ من الضوضاء غير المرغوب فيها على مستوى العالم.
انبعاثات غازات الاحتباس الحراري
يُشار إلى غاز ثاني أكسيد الكربون (بالرغم من أهميته لعملية التمثيل الضوئي) بأنه غاز مسبب للتلوث، لأن المستويات المرتفعة من هذا الغاز في الغلاف الجوي تؤثر على مناخ الأرض. يمكن أن يؤدي الاضطراب البيئي أيضًا إلى لفت الانتباه إلى الصلة بين أنواع التلوث المختلفة والتي عادةً ما يتم تصنيفها بشكل منفصل مثل تلوث المياه والهواء. بحثت الدراسات الحديثة في إمكانية تسبب ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي على المدى الطويل في إحداث زيادات طفيفة ولكنها حاسمة في حموضة مياه المحيطات والتأثيرات المحتملة لذلك على النظم البيئية البحرية.[30]
في فبراير 2007 أكد تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الذي يمثل دراسات 2500 من العلماء والاقتصاديين وواضعي السياسات من أكثر من 120 دولة أن البشر كانوا السبب الرئيسي للاحتباس الحراري منذ عام 1950. خلص تقرير مناخي كبير بأن البشر كان لديهم طرق لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتجنب عواقب الاحتباس الحراري، ولكن لتغيير المناخ يجب أن يحدث التحول من استخدام الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط في غضون عقود وفقًا للتقرير النهائي من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة.[31]
النطاق الجغرافي للتلوث
ويُقصد به المساحات التي يمتد إليها التلوث، ويُقسم التلوث بناء على امتداده الجغرافي إلى: محلي وبعيد المدى.
التلوث المحلي
ويقصد به التلوث الذي لا تتعدى آثاره الحيز الإقليمي لمكان مصدره، وينحصر تأثيره في منطقة معينة أو إقليم معين أو مكان محدد، دون أن تمتد آثاره خارج هذا الإطار.
وقد يكون هذا التلوث مصدره فعل الإنسان، كالتلوث الصادر عن المصانع والمناجم التي يقيمها الإنسان، وقد يكون بسبب فعل الطبيعة عندما تثور البراكين، وتهب العواصف، وتصيب عنصراً من عناصر البيئة المحلية بالضرر، دون أن يمتد هذا الأثر لبيئة مجاورة تتبع دولة أو قارة أخرى.
التلوث بعيد المدى
عرفت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية هذا التلوث بأنه: «أي تلوث عمدي، يكون مصدره أو أصله العضوي، خاضعاً أو موجوداً كلياً أو جزئياً، في منطقة تخضع للاختصاص الوطني لدولة، وتكون له آثاره، في منطقة خاضعة للاختصاص الوطني لدولة أخرى». ويقترب من هذا التعريف، التعريف الذي قالت به إتفاقية جنيف لعام 1979 بشأن التلوث بعيد المدى، حيث عرفت التلوث بأنه: «هو الذي يكون مصدرا طبيعيا موجود كلياً أو جزئياً، في منطقة تخضع للاختصاص الوطني لدولة، والذي يحدث آثاره الضارة في منطقة تخضع للاختصاص الوطني لدولة أخرى، وعلى مسافة يكون معها من غير الممكن عموماً، التمييز بين ما تسهم به المصادر الفردية أو مجموعة مصادر الانبعاث».
فريق من الدفاع المدني في أيطاليا يرتدي ملابس ومعدات وقاية من التلوث الكيميائي.
أن أهم ما يميز التلوث بعيد المدى، أنه ينتقل من الدولة التي يحدث في إقليمها إلى دولة أخرى، دون إمكانية حجبه أو منعه من العبور إلى هذه الدولة المتأثرة. ولهذا النوع من التلوث نوعين:
الأول: التلوث عبر الحدود ذو الاتجاه الواحد، وهو التلوث الذي يجد مصدره في دولة، وينتج آثاره في دولة أخرى أو أكثر.
الثاني: التلوث عبر الحدود ذو الاتجاهين، أوالتبادلي، وهو التلوث الذي يجد مصدره في دولة، وينتج أثاره في دولة أخرى، وتوجد في هذه الدولة مصادر للتلوث تنتج أثارها في الدولة الأولى.
والتلوث عبر الحدود يمكن أن يحدث بخصوص البيئة المائية والبيئة الهوائية وهو يثير إشكالات عديدة سواء على مستوى القانون المحلي، أو على مستوى القانون الدولي. ولما كانت البيئة الإنسانية واحدة، والالتزام بحمايتها لا يتجزأ، فقد حرصت الاتفاقيات الدولية على وضع نظام قانوني لمكافحة هذا النوع من التلوث، بما يوجب الالتزام بالتعاون بين الدول، على اعتبار أن البيئة الجوية مثلاً هي من الموارد الطبيعية المشتركة، ومن ثم لا يصلح لأن تكون محلاً للملكية الخاصة من جانب أحد سواء كان دولةً أم فرداً. وأنه على كل دولة واجب مراعاة واحترام المقاييس أو المستويات المقبولة المطبقة دولياً والمتعلقة بحماية الهواء، ولا يخل هذا بالتدابير الأخرى لتحسين النوعية البيئية.
تأثيرات التلوث على الانسان
صحة الإنسان
يمكن أن يكون تلوث الهواء قاتلًا للعديد من الكائنات الحية بما في ذلك البشر. يمكن أن يتسبب تلوث الأوزون بأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية والتهاب الحلق وألم الصدر واحتقان الأنف. يتسبب تلوث المياه حوالي 14,000 حالة وفاة يوميًا، ويرجع ذلك في الغالب إلى مياه الصرف الصحي غير المعالجة التي تلوث مياه الشرب في البلدان النامية. تشير التقديرات أن 500 مليون هندي لا يمكنهم الوصول إلى مرحاض مناسب،[38][39] كما أصيب أكثر من عشرة ملايين شخص في الهند بأمراض منقولة بالمياه في عام 2013 وتوفي 1,535 شخصًا معظمهم من الأطفال.[40] هناك ما يقارب من 500 مليون صيني يفتقرون إلى المياه الصالحة للشرب.[41] قدرت دراسة تحليلية في عام 2010 أن ما يقارب 1.2 مليون حالة وفاة مبكرة كل عام في الصين بسبب تلوث الهواء، كما أن مستويات الضباب الدخاني المرتفعة التي تعاني منها الصين منذ فترة طويلة يمكن أن تلحق الضرر بأجساد المدنيين وتسبب أمراضًا مختلفة.[42] قدرت منظمة الصحة العالمية في عام 2007 أن تلوث الهواء يتسبب في نصف مليون حالة وفاة سنويًا في الهند.[43] ووفقا لإحدى الدراسات في 2019 فقد بلغ عدد الوفيات في الولايات المتحدة في ذلك العام بسبب التلوث ما يقارب 60,200 شخص.
يمكن أن يسبب التسرب النفطي التهيج والطفح الجلدي . تتسبب المستويات العالية من التلوث الضوضائي في فقدان السمع وارتفاع ضغط الدم والضغط واضطراب النوم. وجد العلماء علاقة بين اضطرابات النمو لدى الأطفال والأعراض العصبية والتلوث الناتج عن الزئبق. يصاب كبار السن بشكل كبير بالأمراض الناتجة عن تلوث الهواء، وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من اضطرابات في القلب أو الرئة فهم معرضون لأخطار إضافية. الأطفال والرضع معرضون أيضًا لخطر شديد. كما ثبت أن الرصاص والمعادن الثقيلة الأخرى تتسبب في مشاكل عصبية. ويمكن أن تسبب المواد الكيميائية والمشعة بالسرطان والتشوهات الخلقية.
وجدت دراسة أجرتها لجنة لانسيت المعنية بالتلوث والصحة في أكتوبر 2017 أن التلوث العالمي وخاصة الهواء والماء والتربة وأماكن العمل الخطرة تؤدي إلى وفاة تسعة ملايين شخص سنويًا وهو ثلاثة أضعاف عدد الوفيات الناجمة عن الإيدز والسل والملاريا مجتمعين، و15 مرة أعلى من الوفيات الناجمة عن الحروب وغيرها من أشكال العنف البشري.[48] وخلصت الدراسة إلى ما يلي: «أن التلوث هو أحد التحديات الوجودية الكبرى في عصر الأنثروبوسين، فالتلوث يهدد استقرار أنظمة الداعمة للأرض ويهدد استمرار بقاء المجتمعات البشرية».
البيئة
ينتشر التلوث على نطاق واسع في البيئة. هناك عدد من الآثار المترتبة على ذلك منها:
التضخم الحيوي، الذي يصف الظروف التي قد ينتقل فيها التوكسين (مثل المعادن الثقيلة) عبر المستويات الغذائية ويصبح أكثر تركيزًا في هذه العملية.
يتسبب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بتحمض المحيطات وعندما يتحلل ثاني أكسيد الكربونو يتسبب بانخفاض مستمر في درجة الحموضة في محيطات الأرض.
يؤدي انبعاث الغازات الدفيئة إلى ظاهرة الاحتباس الحراري التي تؤثر على النظم البيئية بطرق عديدة.
يمكن للأنواع المجتاحة من الكائنات أن تتفوق على الأنواع المحلية وتقلل من التنوع الحيوي. يمكن للنباتات المجتاحة أن تساهم في التضاد البيوكيميائي الذي قد يغير من خواص التربة والتركيبات الكيميائية للبيئة وغالبًا ما يقلل من القدرة التنافسية للأنواع المحلية.
يؤدي تساقط المطر إلى إزالة أكاسيد النيتروجين من الهواء وتخصيب الأرض مما قد يغير تكوين الأنواع في النظم البيئية.
يقلل الضباب الدخاني والضباب من كمية ضوء الشمس التي تتلقاها النباتات لإجراء عملية التمثيل الضوئي ويؤدي إلى إنتاج غاز أوزون التروبوسفير الذي يضر بالنباتات.
يمكن أن تصبح التربة قليلة الخصوبة وغير مناسبة للنباتات، مما يؤثر على الكائنات الحية الأخرى في شبكة الغذاء.
قد يتسبب ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين في هطول أمطار حمضية مما يقلل من قيمة الرقم الهيدروجيني للتربة.
يمكن أن يؤدي التلوث العضوي لمجاري المياه إلى استنفاد مستويات الأكسجين وتقليل تنوع الأنواع.
وجدت دراسة نشرت عام 2022 في مجلة العلوم والتكنولوجيا البيئية أن مستويات التلوث الكيميائي البشري قد تجاوزت قدرة كوكب الأرض على تحملها وأصبح التلوث اليوم يهدد الأنظمة البيئية بأكملها حول العالم.
الجريمة
وجدت دراسة أجريت عام 2021 أن التعرض للتلوث يؤدي إلى زيادة جرائم العنف. كما أظهر بحث جديد من كلية الصحة العامة وجامعة ولاية كولورادو أن استنشاق الهواء الملوث حتى ليوم واحد فقط من المحتمل أن يجعل الناس أكثر عدوانية وعنفًا. كما ذكرت الدراسة أن التلوث قد يجعل من النزاعات البسيطة اليومية مثل الجدال مع أحد الجيران محتدمة بسرعة وتؤدي إلى مشاحنات جسدية أكثر خطورة.
التحصيل الدراسي
وجدت ورقة علمية علاقة بين التلوث والتحصيل الدراسي المنخفض للطلاب، إذ يتسبب التلوث بالإرهاق والتغيب عن المدرسة وتشتيت الانتباه.
انتاجية العامل
أظهرت عدة دراسات أن التلوث له تأثير سلبي على إنتاجية كل من العاملين سواء كانت أعمال داخلية أو خارجية. أظهرت دراسة أخرى لبيان العلاقة السببية بين تلوث الهواء وإنتاجية العمالة أن زيادة 10 وحدات في مؤشر تلوث الهواء أدت إلى انخفاض في إنتاجية العمالة بنسبة 4٪.