عيون لا ترى مايراه الضائعون و ترى مالايراه الحالمون
عيون تبكي على ما تراه ولا ترى مايراه الظانون ، كما ترى حبة تراب أو ذرة غبار، إنها أعلى من البحار السبع والمحيطات الخمس، كلها ضعف ونقص وترى أنها اغلى من جواهر السموات والملكوت، كلها حاجة و تفاخر ، ولاترى ما يجب ان تراه من بين الوهم والخيال،
و رحمة تحتاج إليها ذرة غبار كي تتفجر منه السموات والارض ولايبقى حائرا في الفضاء اللاحياة أو معلق في اللامكان، وغارق في بحر الكلل والملل
ونور يحتاج إليه أعمى كي يفتح بصره و بصيرته، الى عالم الواقع ولايموت عقله و قلبه من وهم الادمان بعالم اللذة و الغرق في الأنا،
و حياة تحتاج الى صخب الحياة اليومية، كي تتعرف الى ملكوت القلب النابض، بالهدوء والسكينة المستدامة،..
و علم يحتاج إلى الجهل بالظلمات الفانية و يحتاج الى عمى الالوان الزائفة و شلل عن الحركات الزائدة في عالم الاحتيال على النفس، عالم لايفوح منه رائحة الجمال البالية واللذة الفانية.
الطريق طويل ، والمطلوب بعيد المنى، واليد قصيرة والنظر عليل والحمل ثقيل، والجهل بمنتهى الجمال و الوهم بمنتهى اللذة والدنيا بكل مرصاد و الأنا بمنتهى الضلال و الفم الذي يملؤه حفنة تراب، اليوم لا يسكته ولايرضيه ماء الحياة.
متى تحين فرصة النظرة الى الحقيقة و متى يحين التمعن بالحق و متى تحين فرصة لمحة تفكر و نظرة تمعن الى العقل الصافي والذهن الخالي بعيون مغلقة وعقل متفتح حيث لا نكون في معركة الحق والباطل، مجرد وقت ضائع. فنكون مع النور في النور بين النور.
الشيخ محمد مهدي كوراني