عائلة آل روتشيلد ... كيف تتحكم في المال والسياسة بالعالم؟
على مدى أكثر من 200 عام ظلت عائلة روتشيلد محتفظة بصدارتها كأغنى عائلة في العالم، تسيطر علي الأنشطة المصرفية وتمتد سيطرتها علي قطاعات أقتصادية وصناعية متنوعة مثل العقارات والنفط والبناء، لك أن تتخيل أن هذه العائلة لفرط ثرائها تقوم بإقراض الدول مما يجعلها تتدخل في رسم سياساتها المختلفة.
روتشيلد هذا لقب العائلة وهو يعني " الدرع الأحمر" في إشارة إلي الدرع الذي ميز باب قصر العائلة في فرانكفورت .
من أين بدأت عائلة روتشيلد؟ وكيف سيطرت علي أموال العالم ؟ ومن هم أبرز أعضائها؟ وكيف تدخلت في رسم سيياسات الدول؟
كل هذه الأسئلة وأكثر نتعرف عليها في السطور التالية:
من أين بدأت عائلة روتشيلد؟
بدأت عائلة روتشيلد مع البطريرك ماير أمشيل روتشيلد، وهو يهودي كان يعيش في ألمانيا في القرن الثامن العشر ، وكان يعمل كمصرفي بفرانكفورت وقدم خدماته للنبلاء وأفرد الأسرة المالكة في المانيا وقتها وتراكمت ثروته.
كان لأمشيل خمسة أبناء في عام 1821 فقام بتنظيم العائلة ونشرها في خمسة دول أوربية ، فأرسل أولاده الخمسة إلي إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والنمسا، وأوكل لهم مهمة العمل في أهم بلدان العالم آنذاك، فقام بتأسيس مؤسسة مالية لكل فرع للعائلة في تلك الدول ثم قام بربط الأفرع الخمسة بشكل يضمن السرية والسرعة في أداء العمل ، بالإضافة إلي نقل الخبرات والمهارات فيما بينهما مما يكفل تطور وتفرد المؤسسة المالية لعائلة روتشيلد.
كما قام بتوثيق العلاقات بين أفراد العائلة وملوك وأمراء ونبلاء تلك البلدان.
أفراد العائلة
ماير أمشيل روتشيلد " المؤسس".
أمشيل ماير روتشيلد الممثل الوحيد لفرع فرانكفورت.
سليمان ماير روتشيلد مؤسس فرع فينا.
كارل ماير فون روتشيلد " مؤسس فرع نابلولي.
هنريات روتشيلد وهي تتبع فرع لندن
جايمس ماير دو روتشيلد مؤسس فرع باريس .
روتشيلد وضع قواعد صارمة لضمان ترابط العائلة واستمرارها فكان الرجال لا يتزوجون إلا من يهوديات ولا بد أن يكن من عائلات ذات ثراء ومكانة، ومسموح للبنات بالزواج من غير اليهود لأن أموال العائلة مع الرجال والنساء والفتيات من بنات العائلة لا تورث.
كيف سيطرت عائلة روتشيلد علي أموال العالم؟
في البداية كانت عائلة روتشيلد تعمل في التجارة والسمسرة، لكن انتقلت بعد ذلك لمجال العقارات وخاصة عند إنشاء خطوط السكك الحديدية في إنجلترا، فبدأت الفروع الأوربية للعائلة بإنشاء شركات لبناء سكك حديدية ، ثم بناء السكك الحديدية عن طريق التجارة العالمية، بما في ذلك تشجيع عائلة روتشيلد لحكام وملوك بعض الدول للإقتراض من العائلة وإنشاء خطوط سكك حديد في بلدانها، وعلى سبيل المثال شجعت العائلة حكام مصر قبول قرض لبناء خط سكك حديدية يربط بين السويس والإسكندرية.
لم تكتف العائلة بهذا بل قامت بالإستثمار في مصانع الأسلحة، والسفن، والأدوية، شركة الهند الشرقية، شركة الهند الغربية، وهي التي كانت ترسم خطوط امتداد الاستعمار البريطاني والفرنسي والهولندي وغيره، وانخرطت العائلة في الحياة السياسية في البلدان التي توجد فيها فروعها وحازت على الألقاب " بارون، لورد وغيرها.
تملك عائلة روتشيلد حالياً أغلب سندات البلدان الكبرى وأغلب البنوك العالمية وتتقاسم مع عائلة روكفيلر السيطرة على الخدمات المالية في العالم.
عائلة روتشيلد في السلم والحرب تكسب
لا تتوقف مكاسب عائلة روتشيلد على الأنشطة المصرفية والاقتصادية والصناعية وغيرها، بل إنها تستغل احلك اللحظات التي يمر بها العالم لتحقق مكاسب لها وكأنها تعمل بالقول "مصائب قوم عند قوم فوائد"، في الحرب تقوم عائلة روتشيلد بإقراض البلدان المشاركة في الحرب من الجانبين فعلى سبيل المثال قامت العائلة في عام 1803 بإقراض نابليون في حربه على بريطانيا بينما قامت في الوقت نفسه بإقراض بريطانيا في حربها ضد نابليون.
تمتاز عائلة روتشيلد بالثراء الفاحش والغموض أيضاً حول كيفية تجميع كل تلك الثروة الهائلة.
كما قامت عائلة روتشيلد بتقديم دعمها لرئيس الحكومة البريطانية "ديزرائيلي" لشراء أسهم قناة السويس من الحكومة المصرية عام 1875، في نفس الوقت كانت ترسل مندوبيها لمصر وتركيا وتونس لتشجيعها على الإقتراض.
كما تبنت عائلة روتشيلد إقامة عائلة يهودية في فلسطين، ومول إدموند روتشيلد رئيس الفرع الفرنسي هجرة اليهود لفلسطين وحمايتها سواء سياسياً أو عسكرياً، وقام أحفاده بإستكمال تلك المسيرة الداعمة لإسرائيل وتقديم استثمارات ضخمة لها .والآن تمتاز عائلة روتشيلد بالثراء الفاحش والغموض أيضاً حول كيفية تجميع كل تلك الثروة الهائلة.
زينب فراج