مقالات

تاريخ : 2025-04-13 12:27 من يوقف هذه الدوامة في مجتمعنا ؟ رقم ثلاثة

من يوقف هذه الدوامة في مجتمعنا ؟ رقم ثلاثة "من يوقف هذه الدوامة" سلسلة مقالات غير سياسية، انسانية، وطنية، علمية، من وحي منظومة افكاري المرتبطة بشكل  كبير بمستقبلنا و هي تتناسب مع الأجواء الإجتماعية والسياسية في البلاد. من خلال حلول و أفكار استراتيجية تناقش من خلال السياسات الثقافية العامة المعني بها هم القيادات السياسية عندنا. تختلف السياسات العامة الثقافية عن القرارات والتعاميم بأن لها تأثير موجّه وغالب وحاسم. مثلا الكثير قد لا يعرف بأن قرارا بدعم العاملين الأجانب يكون لصالح الاجانب ويفرحهم و يسبب غضب عمالنا من المواطنين، لكن في السياسات العامة، تسبب نفس هذا القرار بدعم القوى العاملة اللبنانية مقابل الاجنبية لأن يصبح العامل الأجنبي مُكلِف لرب العمل، اذا تم تطبيقها بشكل صحيح. في المقال الأول عن الدوامة عام ٢٠١٩ تكلمت عن الأهمية القصوى و تاثير تسهيل الزواج المبكر بين الشباب على انسيابية حركة المجتمع في زمن الشدة والأزمات والبلايا. واليوم هذه الحاجة إشتدت كثيرا بسبب ضحايا الحرب والبايجر بل قد تصبح أهم من إعادة الإعمار و الله على ما أقول شهيد. وفي المقال الثاني نهاية عام ٢٠٢٤ تكلمنا عن الرجوع الى القيم التقليدية والدينية القديمة، في زمن الحداثة لمواجهة الغزو الاجتماعي والثقافي كمقدمة لأي نصر نريده وأن الشطارة اللبنانية ليست شطارة والسنن الالهية باقية رغم كل صعودنا. في المقال الثالث، اليوم، سوف نتكلم عن ضرورة تنشيط عناصر المقاومة في زمن المرابطة والانتظار من خلال الاهتمام بالنشاطات البنيوية. بالأمس التحق الحشد الشعبي الى المؤسسات العامة وهذا عاجلا او آجلا قد يسري عندنا. لكن الحفاظ على ما تبقى من القدرات هو شرط أساسي للبقاء احياء في جزيرة محاطة بالأعداء. أحد أهم قدراتنا هي البنية الريفية في لبنان. أهم مقومات الصمود الحقيقي في لبنان هي الحياة الريفية والتي تقوم على انشغال الافراد بالزراعة التقليدية، لان كل الأموال والايرادات الأخرى في لبنان تصرف على نمط الحياة غير الريفية، من المال الاغترابي حتى المال الناتج عن حصتنا من تقاسم جبنة الدولة و هي غير مفيدة. ومال المحور أيضا يصرف على الاهداف العامة للمحور. لكن مقومات الصمود والبقاء والبنية التحتية للصمود في ارض الوطن، لا تتحقق الا من خلال تنمية الزراعة والحياة الريفية. لأن كما قلت مرارا في الحرب الجارية منذ ٢٠٢٤، كل الانتصارات كانت مرهونة بمن صمد في القرى الأمامية والحافة الأمامية وكل الوحدات الأخرى غابت عن السمع. اليوم أهم من إعادة الإعمار هو أن يتم شراء المنتج الزراعي من المزارع بالعملة الصعبة و بسعر غالٍ لتشجيعه على البقاء في أرضه. و تخزين هذا المنتج في الكهوف والانفاق و ... لأنها ستكون في المستقبل القريب قدراتنا الحقيقية متوقفة عليها لأن لا فائدة لسيارة بورش من دون وقود. لكن الشيطان يكمن في التفاصيل، فالشطارة اللبنانية تفتح المجال للكثير من الأحتيال في شراء المنتجات الزراعية. فسوف ياتي من يطالب بالحصة السياسية له او يعرض منتج ملوث مستورد من مكب نفايات أجنبية ليبيعها لنا بأسم منتج محلي و هذا لابد ان نجد حلا له لأن مستقبل الجميع اليوم في لبنان على المحك. اذا كان لنبي الله يوسف عليه السلام سبع سنين فرصة لتنفيذ خطته، فنحن سنواتنا شهور. لا يقتصر دور القوات المسلحة على الدفاع عن حدود الوطن فحسب، بل يمتد ليكون شريكًا فاعلًا في تحقيق التنمية الشاملة. من خلال إمكانياتها البشرية واللوجستية والتنظيمية، تساهم القوات المسلحة في تعزيز البنية التحتية، دعم الاقتصاد، وتحسين مستوى معيشة المواطنين.  *أوجه مشاركة القوات المسلحة في التنمية الوطنية* *1. بناء وتطوير البنية التحتية* تمتلك القوات المسلحة خبرات هندسية وتنفيذية عالية، مما يجعلها قادرة على:  - **تشييد الطرق والجسور** في المناطق النائية أو التي تعاني من صعوبة الوصول، مما يسهل حركة المواطنين والبضائع.  - **إنشاء المستشفيات والمدارس** لدعم الخدمات الأساسية، خاصة في المناطق المحرومة.  - **إصلاح وتحديث المنشآت العامة** مثل المطارات والموانئ، مما يعزز حركة التجارة والسياحة.  **2. دعم القطاع الزراعي والصناعي**  تساهم القوات المسلحة في تعزيز الأمن الغذائي والاقتصادي من خلال:  - **استصلاح الأراضي الزراعية** وتوزيعها على المزارعين لزيادة الإنتاج.  - **إنشاء مشاريع ري متطورة** لتحسين كفاءة استخدام المياه.  - **المساهمة في الصناعات الاستراتيجية** مثل تصنيع المعدات الطبية أو تطوير التقنيات العسكرية المدنية المزدوجة.  **3. تعزيز الطاقة والموارد الطبيعية**  تلعب القوات المسلحة دورًا محوريًا في:  - **حماية المنشآت النفطية والغازية** من أي تهديدات خارجية أو تخريبية.  - **المشاركة في مشاريع الطاقة المتجددة** مثل إنشاء محطات الطاقة الشمسية أو الرياح.  - **المساعدة في تحلية المياه** في المناطق التي تعاني من شح المياه.  **4. دعم التعليم والبحث العلمي**  - **إنشاء المعاهد الفنية والعسكرية** التي تقدم تدريبًا عالي الجودة في مجالات الهندسة والطب والتكنولوجيا.  - **التعاون مع الجامعات** لدعم الأبحاث العلمية، خاصة في مجالات الأمن القومي والتنمية.  **التحديات التي تواجهها القوات المسلحة في التنمية رغم الأدوار الكبيرة، تواجه القوات المسلحة بعض الصعوبات، مثل:  - **نقص التمويل** في بعض المشاريع التنموية.  - **الانتقادات** أحيانًا بسبب تدخلها في مجالات مدنية.  - **الحاجة إلى مزيد من التنسيق** بين المؤسسات العسكرية والمدنية.  في النهاية الهدف هو أن يبقى افرادنا على أهب الاستعداد الجسدي والنفسي والاجتماعي وأن تكون بنيتهم وبيئتهم وأجوائهم المعيشية ونمط حياتهم مناسبة لأي جهوزية. وذلك لا يتحقق الا من خلال التشجيع للنمط الحياة الريفية و انشغال سكان القرى بالزراعة و ماشابه و عودة سكان المدن و الضاحية الى قراهم. و افضل ما يعمل في هذا الصدد هو شراء منتوجاتهم الزراعية بمبالغ مناسبة او بحصص خدماتية. محمد كوراني